زيارة عاشورآء القدسية


الأربعاء، 15 يونيو 2011

حديث الكساء الشريف - و جواب لبعض الشبهات

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نظرا للشبهات المطروحة من قبل الكثير حول حديث الكساء المشهور في أوساط الشيعة و الذي جل إعتراضهم عليه هو لورود فقرة فيها تقول " ما خلقت سماء مبنية و لا أرض مدحية إلا في محبة هؤلاء الخمسة " , حيث الكثير من المعترضين إستصعبها و لم تدخل في مزاجه , فقام و كما هو دأب الكثير في أول طعن له بهذا الحديث الشريف المشهور و المُتقبل في أوساط علمائنا الكبار من أمثال الشيخ بهجت رضوان الله عليه , من خلال تضعيف أو إدعآء مجهولية سنده و مصدره .

أنا هنا لا أريد أن أعالج القضية من ناحية السند أو ما شابه ,
أصلا لست بصدد طرح بحث أيضا

كلما أنا بصدده هو أن أشير أن معاني هذه الفقرة المُعترض عليها في هذا الحديث الشريف مبثوثة في روايات أئمتنا الأطيبين الأطهرين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين و في كتبنا المعتبرة و من علماء أجلاء و عظماء .

عموما أضع ما لدي على هيئته التي جمعته من غير إعادة صياغة و تنميق حيث لم أملك له وقتا .

أسئل الله تعالى أن يجعل هذا القليل سببا لشد قلوبكم لمحمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين



حديث الكساء الشريف

" هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا " سورة البقرة المباركة الآية رقم 29


أورد شيخ الطائفة صاحب كتابين من الكتب الأربعة شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه في كتابه الذي إعتمده لنفسه و عمل بها كلها قبل أن يعطيها إلى الشيعة , كتاب مصباح المتهجد , و كذلك أورده السيد الجليل العظيم القدر و المنزلة السيد بن طاووس في كتابه الشريف الإقبال , في أعمال و أدعية ليلة الحادية و العشرون من شهر رمضان المبارك , و تحديدا في صلاة هذه الليلة " صلاة مئة ركعة " في ركعتين الرابعة و الأربعين نقرأ :
" سبحان من أكرم محمدا صلى الله عليه وآله ، سبحان من أنتجب محمدا ، سبحان من أنتجب عليا ، سبحان من خص الحسن والحسين ، سبحان من فطم بفاطمة من أحبها من النار ، سبحان من خلق السماوات والأرض بإذنه ، سبحان من استعبد أهل السماوات والأرضين بولاية محمد وآل محمد ، سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد ، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم ، سبحان من خلق النار من أجل أعداء محمد وآل محمد ، سبحان من يملكها محمدا وآل محمد ، سبحان من خلق الدنيا والآخرة ، وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد ، الحمد لله كما ينبغي لله ، الله أكبر كما ينبغي لله ، لا إله إلا الله كما ينبغي لله ، سبحان الله كما ينبغي لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله كما ينبغي لله ، وصلى الله على محمد وآله وعلى جميع المرسلين حتى يرضى الله ، اللهم من أياديك وهي أكثر من أن تحصى ، ومن نعمك وهي أجل من أن تغادر أن يكون عدوي عدوك ، ولا صبر لي على أناتك ، فعجل هلاكهم وبوارهم ودمارهم "
518 -> 548 ص مصباح بي دي إف

بالنسبة لكونهم علة غائية يمكن الإستشهاد بهاتين الآيتين الكريمتين :

الا من رحم ربك ولذلك خلقهم
أي خلق الله عز و جل الخلق ليرحمهم
فهذا غاية من غايات الخلق
فأرسل الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله الأطهار
فهو الرحمة الواسعة لأجل تحقيق هذه الغاية فإن الله خلق العالم , و رحمهم بمحمد صلى الله عليه و آله الأطهار
وما ارسلناك الا رحمة للعالمين

و من الناحية الروائية يمكن الإستشهاد مضافا بحديث الكسآء المشهور , يمكننا الإستشهاد بهذه الرواية الصحيحة الصريحة التي قدر رواها شيخنا إبن قولويه في كتابه " كامل الزيارات " الشريف , الذي هذا الكتاب مجمع عليه من قبل أساطين الطآئفة على وثاقة روات أحاديث هذا الكتاب الجليل , إليكم هذا الحديث الشريف :

ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابريّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ أرض كعبة قالت : مَن مِثلي ؛ وقد بنى الله بيته على ظَهري ويأتيني النّاس من كلِّ فجِّ عَمِيق ، وجُعِلتُ حَرمَ الله وأمنه؟!! فأوحى الله إليها أن كفّي وقَرّي ؛ فَوَعِزَّتي وجَلالي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غَمَسَت في البَحر فحملت من ماء البحر ، ولولا تُربة كربلاء ما فضّلتك ؛ ولو لا ما تضمّنتْه أرضُ كربلاء لما خلقتك ولا خلقتُ البيت الَّذي افتخرتِ به؛ فقرِّي واستقرِّي وكوني دَنيّاً متواضعاً ذليلاً مَهيناً غير مُستَنكفٍ ولا مُستَكبرٍ لأرض كربلاء وإلاّ سُختُ بك وهَوَيتُ بك في نار جهنّم.

هذا الحديث هو من الصفحة 288 من كتاب كامل الزيارت الشريف
http://www.rafed.net/books/doaa/kamil/k19.html

و عموما الأدلة متنوعة كثيرة لا يحتاج الأمر أن نبسط الأمر فيه كثيرا , ففي ما أوردناه الكفاية إن شاء الله , و لا أريد التعمق أكثر , حيث لا أجد فيها مصلحة بأن أناقش المسئلة هنا الآن .

تعريف قصير بكتاب كامل الزيارات الشريف لإبن قولويه رحمه الله تعالى :

شيخنا ابن قولويه في كتابه القيم ( كامل الزيارات ) الشريف , و هذا الكتاب هو أصح كتب الشيعة الامامية الاثني عشرية سندا و اتفقت كلمة الأصحاب و نعني بالأصحاب عموم علماء مدرسة اهل بيت العصمة و الطهارة سلام الله عليها و عليهم على توثيق جميع رجالات هذا الكتاب , بوثاقة جميع رجالات و أسانيد الشيخ في كتاب كامل الزيارات , و على هذا يكون هذا الكتاب من أصح كتبنا سندا و متنا و دلالة.


و كذلك أورد صاحب كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر المتوفي سنة 400 هـ أبوالقاسم علي بن محمد بن علي الخزار القمي الرازي في صفحة 72 من الكتاب إنتشارات بيدار , و كذلك أورده السيد هاشم بن سليمان البحراني الموسوي التوبلي في كتابه القيم غاية المرام و حجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص و العام ج 1 ص 46, و كذلك الحر العاملي في الجواهر السنية في الأحاديث القدسية ص 279 , عن رسول الله صلى الله عليه و آله الأطهار في أحاديث المعراج :
" فلولاكم ما خلقتُ الدنيا و الآخرة و لا الجنة و لا النار "


و أيضا أورد المجلسي في بحار الأنوار ج 27 ص 5 ح 10 : عن رسول الله صلى الله عليه و آله في حديثه تعالى مع آدم لمّا رأى الأشباح الخمسة في يمنة العرش , و سأل عنهم , فقال جل و علآ :
" هؤلاء خمسة من ولدك , لولاهم ما خلقتك و لا خلقتُ الجنة و لا النار , و لا العرش و لا الكرسي و لا السماء و لا الأرض , و لا الملائكة و لا الإنس و لا الجن "

و كذلك في حديث شريف ورد أيضا في كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر صفحة 157 و بحار الأنوار ج 26 ص 349 ح 23 , و غاية المرام ج 1 ص 46 ح 11 , أورده المجلسي كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد , و هو حديث عن أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه و عن رسول الله صلى الله عليه و آله موضع الشاهد :
" كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد رفعه إلى محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال الله تعالى : لاعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة ، ولارحمن كل رعية دانت بامام عادل مني وإن كانت الرعية غير برة ولا تقية.
ثم قال لي : يا على أنت الامام والخليفة بعدي حربك حربي ، وسلمك سلمي وأنت أبوسبطي وزوج ابنتي ومن ذريتك الائمة المطهرون ، وأنا سيد الانبياء وأنت سيد الاوصيآء ، وأنا وأنت من شجرة واحدة لولانا لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا الانبيآء ولا الملائكة .
قال : قلت : يا رسول الله فنحن أفضل أم الملائكة ؟ فقال : يا علي نحن أفضل ، خير خليقة الله على بسيط الارض ، وخيرة ملائكة الله المقربين ، وكيف لا نكون خيرا منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده ؟ فبنا عرفوا الله ، وبنا عبدوا الله ، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله .
يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري ، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وسيكون فتنة صيلم صماء يسقط منها كل وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لققده أهل الارض والسمآء فكم من مؤمن متلهف متأسف حيران عند فقده . "

لمّا كانت الغاية من الخلق هي: عبادة اللّه‏ عزّوجلّ الّتي توجب التقرّب والاتّصاف بكمالاته تعالى، وهي فرع المعرفة والعلم به تعالى، ومعرفته تعالى لا تتمّ إلاّ بمعرفة حجّته ورسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ إذ هو الآية الكبرى، والجامع لصفاته العليا، والمظهر الأعلى، كانت هذه المعرفة ركناً للدين، وقواماً له؛ إذ هي الطريق الصحيح الوحيد إلى معرفة اللّه‏ عزّوجلّ، وبدونها لا يُهتدى إلى معرفته جلّ وعلا.

و ورد في تفسير الفرات الكوفي رضوان الله عليه , في صحفة 178 ح 530 و كذلك في المحتضر ص161 ح170 و البحار ج39 ص 350 ح 24 , عن مقطع من خطب أمير المؤمنين سلام الله عليه :

" و إن جميع الرّسل و الملائكة و الأرواح خُلِقُوا لِخَلْقِنا "

و هذا أحد معاني قول أمير المؤمنين سلام الله عليه في نهج البلاغة الشريف :
" فإنا صنائع ربنا , و الناسُ بعدُ صنائع لنا "
أو في لفظ آخر
" نحن صنائع الله و الخلقُ من بعد صنائع لنا "

و قال إبن أبي الحديد مُعلّقاً على هذا الكلام :
" هذا كلام عظيم , عالٍ على الكلام , و معناه عالٍ على المعاني , و صنيعة الملك من يصطنعه الملك و يرفع قدره , يقول : ليس لأحد من البشر علينا نعمة , بل الله تعالى هو الذي أنعم علينا , فليس بيننا و بينه واسطة , و الناس بأسرهم صنائعنا , و فنحن الواسطة بينهم و بين الله تعالى و هذا مقام جليل ظاهره ما سمعت و باطنه أنهم عبيدُ الله , و النّاس عبيدهم "

و في بعض التعابير من غير إضافة لام الملك , و هو قوله عليه السلام : " نحن صنائع ربنا و الخلق بعد صنائعنا " ورد هذا اللفظ في غيبة الطوسي ص285 ح 245




يقول الامام الحسين -ع -
: مقامي بين أرض وسماء ، ونزولي حيث حلت الشيعة الأصلاب ، والأكباد الصلاب ، لا يتضعضعون للضيم ، ولا يأنفون من الآخرة
وقال امير المؤمنين ع
إن لكل شئ شرفا وإن شرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ عروة وإن عروة الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ إماما و إمام الأرض أرض يسكن فيها الشيعة ، إلا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة ، ألا وإن لكل شئ شهوة وإن شهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها
وقال الامام الكاظم ع
طوبى لشيعتنا ، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمة ، ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ، ثم طوبى لهم ، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة .


و في زيارة لأبي عبدالله الحسين صلوات الله و سلامه عليه , و تحديدا في إذن الدخول نقرأ :

" اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ وَالْمُوالي لِوَلِيِّكُمْ وَالْمُعادي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، أَاَدْخُلُ يا فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ .

فإنْ خشع قلبكَ ودمعت عينك فهو علامة الاذن ثمّ ادخل وقُل :

اَلْحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ "

و كذلك في حديث شريف ورد أيضا في كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر صفحة 157 و بحار الأنوار ج 26 ص 349 ح 23 , و غاية المرام ج 1 ص 46 ح 11 , أورده المجلسي كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد , و هو حديث عن أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه و عن رسول الله صلى الله عليه و آله موضع الشاهد :
" كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب السيد الجليل حسن بن كبش باسناده إلى المفيد رفعه إلى محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : قال الله تعالى : لاعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة ، ولارحمن كل رعية دانت بامام عادل مني وإن كانت الرعية غير برة ولا تقية.
ثم قال لي : يا على أنت الامام والخليفة بعدي حربك حربي ، وسلمك سلمي وأنت أبوسبطي وزوج ابنتي ومن ذريتك الائمة المطهرون ، وأنا سيد الانبياء وأنت سيد الاوصيآء ، وأنا وأنت من شجرة واحدة لولانا لم يخلق الله الجنة ولا النار ولا الانبيآء ولا الملائكة .
قال : قلت : يا رسول الله فنحن أفضل أم الملائكة ؟ فقال : يا علي نحن أفضل ، خير خليقة الله على بسيط الارض ، وخيرة ملائكة الله المقربين ، وكيف لا نكون خيرا منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده ؟ فبنا عرفوا الله ، وبنا عبدوا الله ، وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله .
يا علي أنت مني وأنا منك وأنت أخي ووزيري ، فاذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وسيكون فتنة صيلم صماء يسقط منها كل وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من ولد السابع من ولدك يحزن لققده أهل الارض والسمآء فكم من مؤمن متلهف متأسف حيران عند فقده . "

لمّا كانت الغاية من الخلق هي: عبادة اللّه‏ عزّوجلّ الّتي توجب التقرّب والاتّصاف بكمالاته تعالى، وهي فرع المعرفة والعلم به تعالى، ومعرفته تعالى لا تتمّ إلاّ بمعرفة حجّته ورسوله صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ؛ إذ هو الآية الكبرى، والجامع لصفاته العليا، والمظهر الأعلى، كانت هذه المعرفة ركناً للدين، وقواماً له؛ إذ هي الطريق الصحيح الوحيد إلى معرفة اللّه‏ عزّوجلّ، وبدونها لا يُهتدى إلى معرفته جلّ وعلا.

و ورد في تفسير الفرات الكوفي رضوان الله عليه , في صحفة 178 ح 530 و كذلك في المحتضر ص161 ح170 و البحار ج39 ص 350 ح 24 , عن مقطع من خطب أمير المؤمنين سلام الله عليه :

" و إن جميع الرّسل و الملائكة و الأرواح خُلِقُوا لِخَلْقِنا "

و هذا أحد معاني قول أمير المؤمنين سلام الله عليه في نهج البلاغة الشريف :
" فإنا صنائع ربنا , و الناسُ بعدُ صنائع لنا "
أو في لفظ آخر
" نحن صنائع الله و الخلقُ من بعد صنائع لنا "

و قال إبن أبي الحديد مُعلّقاً على هذا الكلام :
" هذا كلام عظيم , عالٍ على الكلام , و معناه عالٍ على المعاني , و صنيعة الملك من يصطنعه الملك و يرفع قدره , يقول : ليس لأحد من البشر علينا نعمة , بل الله تعالى هو الذي أنعم علينا , فليس بيننا و بينه واسطة , و الناس بأسرهم صنائعنا , و فنحن الواسطة بينهم و بين الله تعالى و هذا مقام جليل ظاهره ما سمعت و باطنه أنهم عبيدُ الله , و النّاس عبيدهم "

و في بعض التعابير من غير إضافة لام الملك , و هو قوله عليه السلام : " نحن صنائع ربنا و الخلق بعد صنائعنا " ورد هذا اللفظ في غيبة الطوسي ص285 ح 245




يقول الامام الحسين -ع -
: مقامي بين أرض وسماء ، ونزولي حيث حلت الشيعة الأصلاب ، والأكباد الصلاب ، لا يتضعضعون للضيم ، ولا يأنفون من الآخرة
وقال امير المؤمنين ع
إن لكل شئ شرفا وإن شرف الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ عروة وإن عروة الدين الشيعة ، ألا وإن لكل شئ إماما و إمام الأرض أرض يسكن فيها الشيعة ، إلا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة ، ألا وإن لكل شئ شهوة وإن شهوة الدنيا سكنى شيعتنا فيها
وقال الامام الكاظم ع
طوبى لشيعتنا ، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا ، أولئك منا ونحن منهم ، قد رضوا بنا أئمة ، ورضينا بهم شيعة ، فطوبى لهم ، ثم طوبى لهم ، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة .


و في زيارة لأبي عبدالله الحسين صلوات الله و سلامه عليه , و تحديدا في إذن الدخول نقرأ :

" اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ الله، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ اَمَتِكَ الْمُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ وَالْمُوالي لِوَلِيِّكُمْ وَالْمُعادي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللهِ ءَاَدْخُلُ يا اَميرَ الْمُؤْمِنينَ، أَاَدْخُلُ يا سَيِّدَ الْوَصِيّينَ، أَاَدْخُلُ يا فاطِمَةَ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا اَبا عَبْدِاللهِ، أَاَدْخُلُ يا مَوْلايَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ .

فإنْ خشع قلبكَ ودمعت عينك فهو علامة الاذن ثمّ ادخل وقُل :

اَلْحَمْدُ للهِ الْواحِدِ الاَْحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذي هَداني لِوِلايَتِكَ، وَخَصَّني بِزِيارَتِكَ، وَسَهَّلَ لي قَصْدَكَ "


ليست هناك تعليقات: