زيارة عاشورآء القدسية


الأحد، 17 فبراير 2013

إني سلم لمن سالمكم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

وددت أن أتذاكر لنفسي معنى السالمية في الآيات و الروايات و الزيارات الشريفة
فإني أذكرها هنا لعل غيري أيضا ينتفع منها

نستطيع فهم و معرفة معنى السالمية من خلال هذه الآية الكريمة :

" ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل اكثرهم لا يعلمون "

فإن الله عز و جل يبين لنا معنى السالمية من خلال بيان ضده , فإن الأشياء تعرف بأضدادها
فوجود شركاء متشاكسون في رجل هو معنى خلاف السالمية لرجل
فالسالمية لرجل هو أن لا تتخذ معه شريك و أن لا تتخذ من دونه وليجة
أي لا تقول كما قال القوم علي و معاوية , خذلهم الله كيف ظلموا عليا.

التوبة (آية:16)( أم حسبتم ان تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجه والله خبير بما تعملون))

فهذا المثال القرآني يبين لنا بوضوح المعنى الذي يتردد كثيرا في الروايات و الزيارات الشريفة من أن المؤمن يجب أن يتمسك بعروة أهل البيت عليهم السلام و أن لا يتخذ من دونهم وليجة , كما جاء مثلا في زيارة الجامعة الكبيرة :

" ... مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم، ومفوض في ذلك كله إليكم، ومسلم فيه معكم، وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم، ويردكم في أيامه، ويظهركم لعدله، ويمكنكم في ارضه، فمعكم معكم لا مع غيركم، آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم، وبرأت إلى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم، الظالمين لكم الجاحدين لحقكم، والمارقين من ولايتكم والغاصبين لارثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار فثبتني الله ابدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ... "

راجع شرح الشيخ الغزي على الزيارة الجامعة الحلقة 26 بعنوان هوية التشيع و من هو الشيعي : يــا عـــلـــــــــــي 

راجع ايضا هذا الشرح هنا تحت فقرة الظالمين لكم و ما بعدها لتقف على بعض معاني التي اشرنا اليها : حديث عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى : (وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَاد بِظُلْم) (2) قال : « نزلت فيهم ، حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليّه (فَبُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

و لقد ورد معنى السالمية في العديد من الآيات القرآنية المباركة , منها هذه الآية :

قل اندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على اعقابنا بعد اذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الارض حيران له اصحاب يدعونه الى الهدى ائتنا قل ان هدى الله هو الهدى وامرنا لنسلم لرب العالمين

فهذه الآية أيضا تؤكد بدورها وجود أطراف و دعوات متعددة مقابل دعوة الله و داعي الله عز و جل .

و قوله: «كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران»«إلخ» تمثيل مثل به حال الإنسان المتحير الذي لم يؤت بصيرة في أمره و عزيمة راسخة على سعادته فترك أحسن طريق و أقومه إلى مقصده، و قد ركبه قبله أصحاب له مهتدون به و بقي متحيرا بين شياطين يدعونه إلى الردى و الهلاك، و أصحاب له مهتدين قد نزلوا في منازلهم أو أشرفوا على الوصول يدعونه إلى الهدى أن ائتنا فلا يدري ما يفعل و هو بين مهبط و مستوى؟.
قوله تعالى: «قل إن هدى الله هو الهدى» إلى آخر الآية.
أي إن كان الأمر دائرا بين دعوة الله سبحانه و هي التي توافق الفطرة و تسميه الفطرة هدى الله، و بين دعوة الشياطين و هي التي فيها الهوى و اتخاذ الدين لعبا و لهوا فهدى الله هو الهدى الحقيقي دون غيره.
أما أن ما يوافق دعوة الفطرة هو هدى الله فلا شك يعتريه لأن حق الهداية هو الذي ينطق به الصنع و الإيجاد الذي ليس إلا لله و لا نروم شيئا من دين أو اعتقاد إلا لابتغاء مطابقة الواقع و الواقع لله فلا يعدوه هداه، و أما أن هدى الله هو الهدى الحقيقي الذي يجب أن يؤخذ به دون الدعوة الشيطانية فظاهر أيضا لأن الله سبحانه هو الذي إليه أمرنا كله من جهة مبدئنا و منتهانا و ما نحتاج إليه في دنيا أو آخرة.
و قوله: «و أمرنا لنسلم لرب العالمين» قال في المجمع،: تقول العرب: أمرتك لتفعل و أمرتك أن تفعل و أمرتك بأن تفعل فمن قال: أمرتك بأن تفعل فالباء للإلصاق و المعنى وقع الأمر بهذا الفعل، و من قال: أمرتك أن تفعل حذف الجار، و من قال: أمرتك لتفعل فالمعنى أمرتك للفعل، و قال الزجاج: التقدير أمرنا كي نسلم.
و الجملة أعني قوله: «و أمرنا لنسلم» إلخ، عطف تفسير لقوله: «إن هدى الله هو الهدى» فالأمر بالإسلام هو مصداق لهدى الله، و المعنى: أمرنا الله لنسلم له و إنما أبهم فاعل الفعل ليكون تمهيدا لوضع قوله: «لرب العالمين» موضع الضمير فيدل به على علة الأمر فالمعنى أمرنا من ناحية الغيب أن نسلم لله لأنه رب العالمين جميعا ليس لها جميعا أو لكل بعض منها - كما تزعمه الوثنية - رب آخر و لا أرباب أخر.
و ظاهر الآية أن المراد بالإسلام هو تسليم عامة الأمور إليه تعالى لا مجرد التشهد بالشهادتين، و هو ظاهر قوله: «إن الدين عند الله الإسلام»: آل عمران: 19 كما مر في تفسير الآية.
قوله تعالى: «و أن أقيموا الصلاة و اتقوه» تفنن في سرد الكلام بأخذ الأمر بمعنى القول و الجري في مجرى هذه العناية كأنه قيل: و قيل لنا: أن أسلموا لرب العالمين و أن أقيموا الصلاة و اتقوه.
و قد أجمل تفاصيل الأعمال الدينية ثانيا في قوله: «و اتقوه» غير أنه صرح من بينها باسم الصلاة تعظيما لأمرها و اعتناء بشأنها و اهتمام القرآن الشريف بأمر الصلاة ظاهر لا شك فيه.
قوله تعالى: «و هو الذي إليه تحشرون» فمن الواجب أن يسلم له و يتقى لأن الرجوع إليه، و الحساب و الجزاء بيده.
قوله تعالى: «و هو الذي خلق السماوات و الأرض بالحق» إلى آخر الآية.
بضعة أسماء و أوصاف له سبحانه مذكورة أريد بذكرها بيان ما تقدم من القول و تعليله فإنه تعالى ذكر أن الهدى هداه ثم فسره نوع تفسير بالإسلام له و الصلاة و التقوى و هو تمام الدين ثم بين السبب في كون هداه هو الهدى الذي لا يجوز التجافي عنه و هو أن حشر الجميع إليه ثم بينه أتم بيان بقوله: «و هو الذي خلق السماوات و الأرض بالحق» إلخ، فهذه أسماء و نعوت له تعالى لو انتفى واحد منها لم يتم البيان.
فقوله: «هو الذي خلق» إلخ، يريد به أن الخلقة جميعا فعله و إنما أتى به بالحق لا بالباطل، و الفعل إذا لم يكن باطلا لم يكن مندوحة من ثبوت الغاية له فللخلقة غاية و هو الرجوع إليه تعالى و هذا هو إحدى الحجتين اللتين ذكرهما في قوله عز من قائل «و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا» إلى آخر الآيتين: ص: 27» فخلقة السماوات و الأرض بخلقة حقة تؤدي إلى أن الخلق يحشرون إليه.
و قوله: «يوم يقول كن فيكون» السياق يدل على أن المراد بالمقول له هو يوم الحشر و إن كان كل موجود مخلوق على هذه الصفة كما قال تعالى: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون»: يس: 82 و يوم ظرف متعلق بالقول و المعنى: يوم يقول ليوم القيامة: كن فيكون، و ربما قيل: إن المقول له هو الشيء و التقدير: يوم يقول لشيء كن فيكون، و ما ذكرناه أوفق للسياق.
و قوله: «قوله الحق» تعليل عللت به الجملة التي قبله، و الدليل عليه فصل الجملة، و الحق هو الثابت بحقيقة معنى الثبوت و هو الوجود الخارجي و الكون العيني و إذ كان قوله هو فعله و إيجاده كما يدل عليه قوله: «و يوم يقول كن فيكون» فقوله تعالى هو نفس الحق فلا مرد له و لا مبدل لكلماته قال تعالى: «و الحق أقول»: ص: 84.


راجع أيضا جنود العقل و الجهل للامام الخميني قدس سره
راجع ايضا شرح منازل السائرين لعبد الرزاق الكاشاني رحمه الله 


قوله تعالى: «ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون و رجلا سلما لرجل هل يستويان» إلخ، قال الراغب: الشكس - بالفتح فالكسر - سيىء الخلق، و قوله: «شركاء متشاكسون» أي متشاجرون لشكاسة خلقهم.
انتهى و فسروا السلم بالخالص الذي لا يشترك فيه كثيرون.
مثل ضربه الله للمشرك الذي يعبد أربابا و آلهة مختلفين فيشتركون فيه و هم متنازعون فيأمره هذا بما ينهاه عنه الآخر و كل يريد أن يتفرد فيه و يخصه بخدمة نفسه، و للموحد الذي هو خالص لمخدوم واحد لا يشاركه فيه غيره فيخدمه فيما يريد منه من غير تنازع يؤدي إلى الحيرة فالمشرك هو الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون و الموحد هو الرجل الذي هو سلم لرجل.
لا يستويان بل الذي هو سلم لرجل أحسن حالا من صاحبه.
و هذا مثل ساذج ممكن الفهم لعامة الناس لكنه عند المداقة يرجع إلى قوله تعالى: «لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا:» الأنبياء: - 22 و عاد برهانا على نفي تعدد الأرباب و الآلهة.
و قوله: «الحمد لله» ثناء لله بما أن عبوديته خير من عبودية من سواه.
و قوله: «بل أكثرهم لا يعلمون» مزية عبادته على عبادة غيره على ما له من الظهور التام لمن له أدنى بصيرة.
قوله تعالى: «إنك ميت و إنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون» الآية الأولى تمهيد لما يذكر في الثانية من اختصامهم يوم القيامة عند ربهم و الخطاب في «إنكم» للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أمته أو المشركين منهم خاصة و الاختصام - كما في المجمع، - رد كل واحد من الاثنين ما أتى به الآخر على وجه الإنكار عليه.
و المعنى: إن عاقبتك و عاقبتهم الموت ثم إنكم جميعا يوم القيامة بعد ما حضرتم عند ربكم تختصمون و قد حكى مما يلقيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «و قال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا:» الفرقان: - 30.
و الآيتان عامتان بحسب لفظهما لكن الآيات الأربع التالية تؤيد أن المراد بالاختصام ما يقع بين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و بين الكافرين من أمته يوم القيامة.

و في المجمع،: في قوله تعالى: «و رجلا سلما لرجل»: روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي أنه قال: أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):. أقول: و رواه أيضا عن العياشي بإسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر (عليه السلام) و هو من الجري و المثل عام.

قـال تـعالى : (ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون و رجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد للّه بل اءكثرهم لا يعلمون ) ((214)) فـي هذه الاية نواجه نمطا خاصا من الصورة التشبيهية التي تعتمد عنصر (المثل )اءساسا لها, و قد سـبق اءن حدثناك عن التشبيه بالمثل و عن مستوياته المتنوعة , بيد اءننانعتزم الان اءن نعرض لهذا الـنمط من التشبيه من خلال تاءكيدنا على اءحد اءشكاله التي تعتمدالمثل المنصوص عليه , اءو المثل الـذي يـتـصدره تعليق يشير الى كونه مثلا مضروبا, حيث تجد اءن الاية الكريمة تصرح باءن اللّه تعالى قد ضرب مثلا.
و هـذا الـتـصـدير للصورة له اءهميته الفنية دون اءدنى شك , فنحن اذا اءخذنا بنظر الاعتباراءن الصورة تتميز عن الكلام المباشر بكونها تعتمد عنصر التخيل (بالنسبة الى البشر طبعا)اءو بكونها تـرصـد علاقات بين شيئين لا وجود لها في دنيا الواقع , بقدر ما تستهدف تقريب و توضيح الحقائق فحسب .
اذا اءخذنا كل ذلك بنظر الاعتبار, حينئذ نعرف سلفا اءننا اءمام حقيقة مفترضة , و ليس اءمام حقيقة لها وجودها في دنيا الواقع . غير اءن الصور الفنية بعامة ليست تخضع ضرورة لهذا المعيار, بل نجد اءن قسما منها يخضع للمعيار المشار اليه , و نجد قسما آخر يخضع لمعيار الواقع تماما كما هو ملاحظ فـي صـورة ((ان مثل عيسى كمثل آدم (ع ))) بالنسبة الى خلقهما, و نجد قسما ثالثا خاضعا لما هو ((ممكن )) اءو ((موجود)) بالفعل , و ان لم يكن مشخصا بعينه .
طـبـيـعيا, ان ما هو ((ممكن )) في معايير الفن قد يكون نادرا, و قد لا يكون موجودا,ولكنه غير ممتنع , و قد يوجد بنحو ماءلوف , ففى الحالات جميعا يظل هذا النمط من التركيب الصوري (واقعيا) و ليس (تخيليا).
و مما لا شك فيه اءن لكل واحد من هذه الاشكال الواقعية الثلاثة سره الفني اءومسوغه الذي يتطلبه الفن , الا اءننا لا نعرض لهذه المسوغات الا في سياقات اءخرى نتحدث عنها لاحقا (ان شاءاللّه ).
و اءمـا الان فـنحدثك عن النمط الثالث منها, اءي ما هو (ممكن ), و هو ما نلاحظه في الاية الكريمة ((ضرب اللّه مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون , و رجلا سلما لرجل ... الخ .)),حيث تجد اءن هذا المثل هو مثل ((ممكن )) في التجارب اليومية للبشر.
فاذا افترضنا اءن موظفا يخضع لرؤساء متعددين , و هؤلاء الرؤساء يمتلك كل واحدمنهم مزاجا اءو رايـا مـخـالـفا للاخر, و اءن كل واحد منهم يريد الاستئثار بموظفه اءو العكس ,ان الموظف يريد الالتزام باءوامر كل منهم , و قد افترضت الصورة اءنهم متشاكسون و ليسوامسالمين مثلا, حينئذ لا امكان لتحقيق هدف كل من الموظف و الرؤساء, فالرؤساءمتشاكسون و الموظف لا يمكنه اءن يمتثل اءوامـر اءحـدهـم دون الاخر, كما لا يمكن اءن يجمع بين اءوامر رؤسائه , و الرؤساء بدورهم لا ينصاع اءحدهم للراءي الاخر.
و النتيجة هي : فوضى لا حدود لها, فوضى لا يتم من خلالها تحقيق الهدف من وراءعملية الادارة و التوظيف .
من الواضح , اءن الصورة المتقدمة خاصة بسلوك المشركين الذين يشركو مع اللّه تعالى غيره , الا اءن هـذه الـصـورة تسحب دلالاتها على اءنماط اءخرى من السلوك المنحرف ,لكن قبل اءن نتحدث عن الـجانب المشار اليه , ينبغي لفت نظرك الى بعض النكات اءوالاسرار الفنية للصورة المتقدمة , حيث سبق اءن قلنا : ان هذا المثل (ممكن ) الوقوع من حيث (المشبه به ), اءي : من حيث وجود رجل فيه شركاء متشاكسون , لكن من حيث المشبه , و هو عبادة المشركين لا تحقق في دنيا الواقع له , اءي ان الـمـشـرك بـالرغم من كونه يشرك مع اللّه تعالى غيره , الا اءنه لا فاعلية لهذا الغير, لبداهة عدم وجود غير اللّه تعالى .
لـذلـك , ثـمة سمات اءو اءسرار ممتعة فنيا لمثل هذه الصورة التي نتحدث عنها من حيث جمعها بين الـواقع من جانب و بين عدم تجسد الواقع من جانب آخر, بالنسبة الى المشبه ,فما هي هذه الاسرار اءو السمات ؟ ان المتعة الفنية تبرز باءجلى مظاهرها في هذه الصورة الجامعة بين واقع التوحيدووهمية الشرك , الا اءنـك تـلاحظ باءن وهمية الشرك ذاتها تحمل صورة جامعة بين واقعية سلوك المشركين و بين وهـمـيـة النتائج اءو الفاعلية المترتبة على السلوك المذكور, انك لتجد اءن المشرك يجعل مع اللّه تعالى الها آخر, و هذا واقع سلوكه , لكن لا واقع لنتائج سلوكه , اءي اءنه عندما يشرك مع اللّه تعالى غيره , تتحقق اءهدافه التي وضعها في حسبانه .
و هـذا هو الجانب الوهمي , لذلك , فان الامتاع الفني في هذه الصورة يتجلى بوضوح عندما يجد اءنها تـشـبـه عـمل المشرك برجل فيه شركاء متشاكسون في الواقع , و تشبه عمل الموحد برجل سلم لـرجـل آخـر في الواقع , بحيث تزدوج دلالتان في اءحد جزئي الصورة ,بالمقابل , نجد دلالتين في الجزء الاخر من الصورة , الا اءنهما غير مزدوجتين , كيف ذلك ؟ انك لتجد اءن الصورة تشبه عمل الموحد برجل سلم لرجل آخر, و تشبه عمل المشرك برجل فيه مـتشاكسون , الا اءن الاول الموحد, و الرجل السلم للاخر يتطابقان في واقعهما الذي يستتلي تحقق فـاعلية سلوكهما, بينا لا تتحقق فاعلية سلوك المشرك كماقلنا. و بهذا تكون الصورة المشار اليها, قـد حـفـلـت بـجـمـلـة من السمات اءو الخصائص التي احتشدت في تركيب الصورة بالنحو الذي اءوضحناه .
اءخـيـرا, يـنـبغي اءن نحدثك عن السمات الايحائية لهذه الصورة , اءي مدى انعكاساتهاعلى اءنماط اءخـرى مـن الـسـلوك المنحرف , كما ينبغي اءن نحدثك عن طبيعة تركيبتها التي تقوم على العنصر الايحائي .
انك لتلاحظ, اءن هذه الصورة تشكل بمجموعها اءي بـطـرفيها اللذين يقارنان بين الرجل الذي فيه شركاء متشاكسون و بين الرجل السلم للاخر و الـمـؤلـفة من المشبه والمشبه به انما هي في الان ذاته طرف واحد من صورة اءخرى حذف النص الـقـرآنـي الـكـريـم طـرفها الاخر. اءما طرفها المحذوف فهو (المشبه ) اءي الموحد للّه تعالى .
فالنص لم يحدثنا عن وجود الشخصية الموحدة , كما لم يحدثنا عن الشخصية المشركة , بل حدثناعن الـرجـل الـذي فيه متشاكسون و الرجل السلم للاخر, و هذا يعني اءنه لم يذكر لنا المشبه ,و هما الموحد و المشرك , بل ذكر لنا المشبه به , و هما الرجلان اللذين قد ذكرهما.
و بهذا تكون اءمام صورة داخل صورة , اءحدها محذوف , و الاخر مذكور. و هذا النمطمن الصياغة لـه امـتاعه الفني بمكان دون اءدنى شك . انه يحقق مفهوم الاقتصاد اللغوي في التعبير اءولا, و يجعل المتلقي مساهما في كشف الدلالات ثانيا.
و هـذه الـسمة الاخيرة تجسد قمة الامتاع الفني , حيث كان بمقدور النص اءن يقول مثلا ((ضرب اللّه مـثلا للموحد و المشرك )) رجلا فيه شركاء متشاكسون ... الخ . الا اءنه حذف المشبه , و ترك المتلقي يستكشف بنفسه هذه الدلالة , اءي الموحد و المشرك , نظرا لان النص انما يستهدف التركيز عـلـى تـجربة مفصلة , واضحة تقرب هدفه الى ذهن المتلقي حيث يستطيع من خلاله اءن يستوعب الـمـتـلـقـي مدى المفارقات المترتبة على سلوك المشرك , و مدى الاطمينان المترتب على سلوك الموحد, اءما نفس الموحد و نفس المشرك , فاءمر لا يحتاج الى توضيح هويتهما, و لذلك حذفه النص و اكتفى بالاثارالمترتبة على سلوكهما, بالنحو الذي اءوضحناه .


http://al-shia.org/html/ara/books/li...a/derasa31.htm

ووجه الدلالة: أنه عليه السلام ذكر للامام صفات لم تكن مجتمعة في غيره وغير أولاده المعصومين عليهم السلام بالاجماع، لأن خلفاء المخالفين على ما نذكره كانوا جاهلين جافين معطلين لكثير من السنة.
ومما يدل على ما ادعيناه: قوله عليه السلام في نهج البلاغة: إذا قبض الله رسوله صلى الله عليه وآله، رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه، فبنوه في غير موضعه، معادن كل خطيئة، وأبواب كل ضارب في غمزة، قد ماروا في الحيرة، وذهلوا في السكرة، على سنة من آل فرعون من منقطع إلى الدنيا راكن، أو مفارق للدين مباين (3).
قال ابن أبي الحديد في الشرح: رجعوا على الأعقاب: تركوا ما كانوا عليه، قال سبحانه ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا (1).
أقول: بل قوله عليه السلام إشارة إلى قوله تعالى أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (2).
ثم قال: وغالتهم السبل: أهلكهم اختلاف الآراء والأهواء، غاله كذا أي:
أهلكه، والسبل: الطرق. والولائج: جمع وليجة، وهي البطانة يتخذها الانسان لنفسه، قال سبحانه ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة (3).
(ووصلوا غير الرحم) أي: غير رحم الرسول صلى الله عليه وآله، فذكرها عليه السلام ذكرا مطلقا غير مضاف للعلم بها، كما يقول القائل (أهل البيت) فيعلم السامع أنه أراد أهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله.
(وهجروا السبب) يعني: أهل البيت أيضا، وهذا إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله:
خلفت فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض. فعبر أمير المؤمنين عليه السلام من أهل البيت بلفظة (السبب) لما كان النبي صلى الله عليه وآله قال (حبلان) والسبب في اللغة: الحبل.
وعنى بقوله (أمروا بمودته) قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى (4). قوله (ونقلوا البناء عن رص أساسه) الرص مصدر رصصت الشئ أرصه، أي: ألصقت بعضه ببعض، ومنه كأنهم بنيان مرصوص (5) وتراص القوم في الصف، أي: تلاصقوا، فبنوه في غير موضعه، ونقلوا الأمر عن أهله إلى غير أهله.


كتاب الأربعين - محمد طاهر القمي الشيرازي - الصفحة 196

من هو ولي الله ؟

محاضرة رائعة للسيد امام الجزائري حفظه الله تعالى , بعنوان : 

الإمام الحسين (ع) ولي الله - السيد إمام جزائري

من هو ولي الله ؟


الولي الذي جعله الله وليا , 

ولي الله , ولي , و , الله , مضاف و مضاف إليه 
المضاف و المضاف إليه يكون على أقسام : ( راجع أيضا كلام الشيخ وحيد الخراساني حفظه الله تعالى )

بعض الاحيان يُقدر بـ لام الاختصاص , مثلا يقال :

كتابُ علي , أي كتابٌ لـ علي 

و في بعض الأحيان يُقدر بـ مِن , مثلا يقال :

كتاب الله عز و جل , أي كتابٌ من الله تعالى 

فإن أولياء الله أيضا على قسمين :

قسم ولي من الله وهم الحجج على الخلق الذين بموالاتهم ندخل في ولاية الله و نصبح أولياء لـ الله , فالولي من الله , بمعنى الذي جعله الله وليا على من خلق , بمعنى آخر جعله خليفة الله و حجته عليهم أي على خلقه . أشهد أن عليا ولي الله 

- قسم ولي لـ الله , اي المتولون للأولياء من الله تعالى , و هذا صادق لكل مؤمن متبع لولي الله الاعظم عليه السلام , ولي الله هنا أي بمعنى المحبوب لله و إلى ما هنالك من المعاني المرتبطة من النصرة و غير ذلك.

و في القرآن الكريم آيات دالة صريحة في هذين المضمونين , نشير إلى بعضها و هي كثيرة عديدة :


ولي الله , الولي من الله :

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ () وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ


ولي الله , ولي لـ الله :


أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ () الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ

اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ
ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين امنوا والله ولي المؤمنين

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ



أما ولي الشيطان :

وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا



راجع كلمة أولياء في القرآن الكريم

الحَمدُ لله الذِي أخْرَجَنا مِن حُدود البَهِيميّة إلى حدّ الإنسانية بولاية عليٍ و آل علي

في دعاء لامامنا السجاد عليه السلام , الدعاء الاول نقرأ :

«الحمد لله الذي لو حبس عن عباده معرفةَ حمده على ما أبلاهم من مننهِ المتتابعة واسبغ عليهم من نعمه المتظاهرة لتصرّفوا في مننه فلم يحمدوه وتوسعوا في رزقِه فلم يشكروه ولو كانوا كذلك لخرجوا من حدود الأِنسانية إلى حد البهيميّة فكانوا كما وصف في محكم كتابه إن هم إلاّ كالأنعام بل هم أضل سبيلا»

تنبيه :
إن للبهيمية حدودا , في الحال الذى للإنسانية حدا واحدا .

راجع كتاب جمال المرآة و جلالها للشيخ جوادي آملي حفظه الله تعالى , نقرأ تحت عنوان :

حقيقة الانسان 

و كتاب المرأة في القرآن من منظور عرفاني ’ للفاضلة أم عباس , تحت عنوان :

بماذا تعرف إنسانية الانسان

خـطـبـة الـغـديـر
النص الكامل لخطبة الغدير التي قوبلت على تسع نُسَخ
يقـدِّمها مختصـر عن واقعـة الغـديـر

تأليف
محمد باقر الأنصاري
http://www.aqaed.org/shialib/samavi/

أولياء أهل البيت (عليهم السلام) وأعداءهم
مَعاشِرَ النّاسِ، أَنَا صِراطُ اللهِ الْمُسْتَقيمُ الَّذي أَمَرَكُمْ بِاتِّباعِهِ، ثُمَّ عَلِيٌّ مِنْ بَعْدي، ثُمَّ وُلْدي مِنْ صُلْبِهِ أَئِمَّةُ الْهُدى، يَهْدُونَ إلَى الْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، الْحَمْدُ للهِِ رَبِّ الْعالَمينَ، الرَّحْمنِ الرَّحيمِ، مالِكِ يَوْمِ الدّينِ، إيّاكَ نَعْبُدُ وَإيّاكَ نَسْتَعينُ، اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقيمَ، صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضّالّينَ)، فِيَّ نَزَلَتْ وَفيهِمْ وَاللهِ نَزَلَتْ، وَلَهُمْ عَمَّتْ، وَإيّاهُمْ خَصَّتْ، أُولئِكَ أَوْلِياءُ اللهِ الَّذينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. أَلا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ.
أَلا إنَّ أَعْداءَهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ الْغاوُونَ إخْوانُ الشَّياطينِ، يُوحي بَعْضُهُمْ إلى بَعْض زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً.
أَلا إنَّ أوْلِياءَهُمُ الَّذينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ في كِتابِهِ، فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَومِ الاْخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آبائَهُمْ أَوْ أَبْنائَهُمْ أَوْ
الصفحة 48
إخْوانَهُمْ أَوْ عَشيرَتَهُمْ، أُولئِكَ كَتَبَ في قُلُوبِهِمُ الاْيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنّات تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الاَْنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
أَلا إنَّ أَوْلِياءَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الَّذينَ وَصَفَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقالَ: (الَّذينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبَسُوا ايمانَهُمْ بِظُلْم أُولـئِكَ لَهُمُ الاَْمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).
أَلا إنَّ أَوْلِياءَهُمُ الَّذينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرْتابُوا.
أَلا إنَّ أَوْلِياءَهُمُ الَّذينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلام آمِنينَ، تَتَلَقّاهُمُ الْمَلائِكَةُ بِالتَّسْليمِ يَقُولُونَ: سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدينَ.
أَلا إنَّ أَوْلِياءَهُمْ، لَهُمُ الْجَنَّةُ يُرْزَقُونَ فيها بِغَيْرِ حِساب.
أَلا إنَّ أَعْداءَهُمُ الَّذينَ يَصْلَوْنَ سَعيراً.
أَلا إنَّ أَعْداءَهُمُ الَّذينَ يَسْمَعُونَ لِجَهَنَّمَ شَهيقاً وَهِيَ تَفُورُ وَيَرَوْنَ لَها زَفيراً.
الصفحة 49
أَلا إنَّ أَعْداءَهُمُ الَّذينَ قالَ اللهُ فيهِمْ: (كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها حَتّى إذَا ادّارَكُوا فيها جَميعاً قالَتْ أُخْريهُمْ لاِوُليهُمْ رَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النّارِ قالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لاتَعْلَمُونَ).
أَلا إنَّ أَعْداءَهُمُ الَّذينَ قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: (كُلَّما أُلْقِيَ فيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذيرٌ، قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللهُ مِنْ شَيء، إنْ أَنْتُمْ إلاّ في ضَلال كَبير، وَقالوُا لَوْ كُنّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنّا في أَصْحابِ السَّعيرِ فَاعْتَرَفوُا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لاَِصْحابِ السَّعيرِ).
أَلا إنَّ أَوْلِياءَهُمُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ، لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبيرٌ.
مَعاشِرَ النّاسِ، شَتّانَ ما بَيْنَ السَّعيرِ وَالاَْجْرِ الْكَبيرِ.
مَعاشِرَ النّاسِ، عَدُوُّنا مَنْ ذَمَّهُ اللهُ وَلَعَنَهُ، وَوَلِيُّنا كُلُّ مَنْ مَدَحَهُ اللهُ وَأَحَبَّهُ.
مَعاشِرَ النّاسِ، أَلا وَإنّي أنَا النَّذيرُ وَعَلِيٌّ الْبَشيرُ.
الصفحة 50
مَعاشِرَ النّاسِ، أَلا وَإنّي مُنْذِرٌ وَعَلِيٌّ هاد.
مَعاشِرَ النّاسِ، إنّي نَبِيٌّ وَعلِيٌّ وَصِيّي.
مَعاشِرَ النّاسِ، أَلا وَإنّي رَسُولٌ وَعَلِيٌّ الاْمامُ وَالْوَصِيُّ مِنْ بَعْدي، وَالاَْئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ وُلْدُهُ. أَلا وَإنّي والِدُهُمْ وَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِهِ.
8
الإمام المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف
أَلا إنَّ خاتَمَ الأَئِمَّةِ مِنَّا الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ. أَلا إنَّهُ الظّاهِرُ عَلَى الدّينِ. أَلا إنَّهُ الْمُنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمينَ. أَلا إنَّهُ فاتِحُ الْحُصُونِ وَهادِمُها. أَلا إنَّهُ غالِبُ كُلِّ قَبيلَة مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ وَهاديها.
أَلا إنَّهُ الْمُدْرِكُ بِكُلِّ ثار لاَِوْلِياءِ اللهِ. أَلا إنَّهُ النّاصِرُ لِدينِ اللهِ. أَلا إنَّهُ الْغَرّافُ مِنْ بَحْر عَميق. أَلا إنَّهُ يَسِمُ كُلَّ
الصفحة 51
ذي فَضْل بِفَضْلِهِ وَكُلَّ ذي جَهْل بِجَهْلِهِ. أَلا إنَّهُ خِيَرَةُ اللهِ وَمُخْتارُهُ. أَلا إنَّهُ وارِثُ كُلِّ عِلْم وَالْمُحيطُ بِكُلِّ فَهْم.
أَلا إنَّهُ الْمُخْبِرُ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمُشَيِّدُ لاَِمْرِ آياتِهِ. أَلا إنَّهُ الرَّشيدُ السَّديدُ. أَلا إنَّهُ الْمُفَوَّضُ إلَيْهِ.
أَلا إنَّهُ قَدْ بَشَّرَ بِهِ مَنْ سَلَفَ مِنَ الْقُرُونِ بَيْنَ يَدَيْهِ.
أَلا إنَّهُ الْباقي حُجَّةً وَلا حُجَّةَ بَعْدَهُ وَلا حَقَّ إلاّ مَعَهُ وَلا نُورَ إلاّ عِنْدَهُ.
أَلا إنَّهُ لا غالِبَ لَهُ وَلا مَنْصُورَ عَلَيْهِ. أَلا وَإنَّهُ وَلِيُّ اللهِ في أَرْضِهِ، وَحَكَمُهُ في خَلْقِهِ، وَأَمينُهُ في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ.


http://www.aqaed.org/shialib/samavi/samavi-03.html#vi18

توضيح معنى الاخبات


مقتبس من مقالة الاخ الأشتر في موضوعه الذي تجدونه على الرابط التالي : يـــا زهـــــــــرآ -\" القلب السليم، منبع المعرفة الشهودية... مقال رائع للشيخ الجوادي الآملي دام عزه \"

وددت ذكره هنا لما يرتبط قوله في توضيح معنى الاخبات , حتى يتوضح لنا معنى ما ورد في حديث الامام الصادق عليه السلام و الذي استفدناه في تبيان معنى الثبات و ثبات القدم : " ... عرف فاخبت فثبت ... "



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 545:

حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له:

ان عندنا رجلا يسمى كليبا فلا نتحدث عنكم شيئا الا قال انا أسلم فسميناه كليب التسليم قال فترحم عليه ثم قال أتدرون ما التسليم فسكتنا فقال عليه السلام:هو والله الاخبات قول الله تعالى:الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم


قال عفيف الدين التلسماني في شرحه على منازل السائرين للهروي الأنصاري: (( باب الإخبات ))

الإخبات من أوائل مقامات الطمأنينة، هو السكون إلى الله تعالى، ومنه الآية قوله تعالى: " وأخبتوا إلى ربهم" أي سكنوا إليه. قوله هو من أوائل مقامات الطمأنينة، يعني المقام الذي يلي مقام الإحسان، وقد يسمى مقام السكينة، وهو عند أول ما يحس القلب بالواردات من قبل الغيب، والطمأنينة والسكون واحدٌ، أو متقاربان.

وهو ورود المسافر من الرجوع والتردد: ورود المسافر يعني به ورود السالك إلى الله تعالى، قوله: من الرجوع والتردد، يعني وروده إلى مشرب الأنس بالوارد والخطاب، فشبهه بالمورد الذي يرد إليه المسافر، فيصادف فيه ماء طيباً عذباً، ولما كان هو أول مقام يتخلص فيه السالك من التردد الذي هو الشك، والرجوع الذي هو الغفلة، قال: ورود المسافر من الرجوع والتردد، أي خلاصة منهما لهذا الورود الشريف، يعني الخلاص من الغيبة إلى مورد المناجاة والخطاب والتنزلات وهو على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: 
أن تستغرق العصمة الشهوة، وتستدرك الإرادة الغفلة، ويستهوي الطلب السلوة.

الدرجة الثانية:
أن لا ينقض إرادته سبب، ولا يوحش قلبه عارض، ولا تقطع عليه الطريق فتنة.

الدرجة الثالثة:
أن يستوي عنده المدح والذم، وتدون لائمته لنفسهن ويعمي عن نقصان الخلق درجته.

قال السيد الحائري حفظه الله في " تزكية النفس ":

قال اللَّه تعالى: إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربّهم اولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون.

وأيضاً قال عزّ من قائل: ... وبشّر المخبتين* الذين إذا ذكر اللَّه وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.

قيل : إنّ الإخبات من أوائل مقام الطمأنينة وقيل: هو السكون إلى من أنجذب إليه بقوّة الشوق. وقد فُسِّر الإخبات في مجمع البحرين تارةً بمعنى الطمأنينة وسكون القلب، وأُخرى بمعنى الخشوع والتواضع.

يتبع،،،

من مشاركة جميلة للاخ الفاضل حسن عبدالله العطية في هذا الموضوع :
http://hajrhajr.dyndns.biz/hajrvb/sh...hp?t=403019679


" - نشبت بين الحق والباطل معارك تعد مفاصل مهمة في الصراع بينهما ,, بحيث يعد بقاء أي منهما رهنا للانتصار في تلك المعارك المصيرية !!
- والمميز لتكل المفاصل التاريخية عن غيرها من الصراعات بين الحق والباطل ان تلك المفاصل المهمة تكون في اشد درجات الوضوح والبروز والظهور بحيث لا تكاد تخفى على أحد كونها حربا بين الحق والباطل !!
- فمن تلك المفاصل التاريخية في حياة الإسلام , معركة بدر بين المسلمين والكفار , حينها قال نبينا الكريم : ((اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد )) !!
- رغم ان معركة بدر لم يقاتل فيها كل المسلمين بل بقي منهم في المدينة جماعة , ومع ذلك قال النبي الكريم ( إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ) لأنها حرب مصيرية لها ما بعدها , بحيث يكون بقاء كل من الحق والباطل معتمدا على انتصاره في هذه المعركة !!
- فلا يستشكل ويقال : لا نسلم انه لو قتلت تلك العصبة في بدر ألا يعبد الله تعالى لوجود مسلمين آخرين غير هذه العصبة !!
- إذا فالرسول الكريم جعل من هلاك عصابة هلاك للدين كله في زمن ما !!
- ومن المفاصل ايضا حرب الاحزاب التي قال فيها رسولنا الكريم : برز الإسلام كله إلى الشرك كله !!
- فلا يستشكل ويقال : لا , علي لم يكن الإسلام كله , وعمرو بن ود لم يكن الشرك كله !!
- وهذا لا يعني أنه لم تقع معارك بين الحق والباطل قبل او بعد بدر ,أو قبل وبعد الخندق , ولم يكن لتلك المعارك اهمية , بل ما يميز بدرا كونها معركة مفصلية في تاريخ الصراع بين هذين الخطين , ونتائجها ستكون مصيرية !!
- هذا تماما ما حصل في ثورة الحسين سلام الله عليه ضد يزيد التي كان يتوقف عليها بقاء كل من خطي الحق والباطل بأجلى صوره !!
- وهذا لا يعني انه ليس هناك معارك قبل وبعد الحسين بين الحق والباطل ولها اهميتها , لكن ما يميز ثورة الحسين كونها مصيرية واضحة كالشمس الساطعة في كونها بين الحق والباطل لهذا جاءت نتائجها مصيرية , تماما كما حدث مثله في معركة بدر !!
- بقاء الإسلام معتمد على التمسك بالثقلين , فمن لا يتمسك بهما فما هو على الإسلام , والثقلان هما – بالإضافة للقرآن الكريم – مجموع الائمة الاثني عشر كلهم , فيصح ان يقال في كل امام أن بقاء الإسلام معتمد عليه بأن يقال – مثلا – الإسلام حسني البقاء أو باقري أو صادقي أو كاظمي ... إلخ !!
- لكن الصراع بين الحق والباطل بأجلى صوره إنما كان على يدي الحسين سلام الله عليه من الائمة السابقين سلام الله عليهم أجمعين , فيصح ان يقال : الإسلام حسيني البقاء !!
- تماما كما قال الصادق سلام الله عليه ( كلنا سفن النجاة، وسفينة جدي الحسين -عليه السلام- أوسع، وفي لجج البحار أسرع)) !! "


مراحل الثبات " أن يثبت لي قدم صدق عندكم "


مراحل الثبات : " أن يثبت لي قدم صدق عندكم "

في حديث للامام الصادق عليه السلام عن الصلاة و حدودها , ورد مقطع , يفيد مراحل ثلاث أو إثنين تسبق الثبات , قال الإمام العليه السلام : " ... عرف فاخبت فثبت ... "

و الحديث بكامله لأجل الفائدة أذكره :

" عن كتاب فلاح السائل للعارف السالك المجاهد ابن طاووس رضي الله عنه قال جاء في الحديث أن رزاما مولى خالد بن عبدالله الذي كان من الأشقياء سأل الإمام جعفر بن محمّد عليه السلام بحضرة أبي جعفر المنصور عن الصلاة وحدودها. فقال عليه السلام " للصلاة أربعة آلاف حدّ لستَ تفي بواحد منها. 
فقال أخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلاة إلا به فقال عليه السلام لا تتم الصلاة إلا لذي طهر سابغ،وتمام بالغ غير نازغ ولا زائغ، عرف فأخبت فثبت وهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع، كأنّ الوعد له صنع والوعيد به وقع. بذل عرضه وتمثل غرضه، وبذل في الله المهجة وتنكّب إليه المحجّة غير مرتغم بارتغام يقطع علائق الاهتمام بعين من له قصد واليه وفد وعنه استرفد. فإذا أتى بذلك كانت هي التّي تنهى عن الفحشاء والمنكر " الحديث. "

أخذت هذا الحديث الشريف من كتاب المنيف "سر الصلاة " لإمام الأمة سيدنا روح الله الموسوي الخميني قدس سره , في باب " تطبيق مقامات الصلاة على مقامات الإنسان "

اللهم اجعلنا من جندك فإن جندك هم الغالبون و اجعلنا من حزبك فإن حزبك هم المفلحون و اجعلنا من أوليائك فإن أولياءك لا خوف عليهم و لا هم يحزنون

من دعاء إمامنا الهمام علي بن الحسين السجاد زين العابدين صلوات الله و سلامه عليه و على آله الاطيبين الأطهرين

بين دعوة الله عز و جل و دعوة الشيطان اللعين

بين دعوة الله عز و جل و دعوة الشيطان اللعين :

" وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "


" وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ "

" يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "
"وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِين "

" رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ "

" وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"

" وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى "

" إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "

"قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ "

" وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"

" يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون "

دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 

قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 

لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ 


وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ

وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ 


ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ 


تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا


ا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ


وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّار تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ


وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ


فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ

ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا 

وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا 

وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا