زيارة عاشورآء القدسية


الأربعاء، 15 يونيو 2011

موطن رسول الله صلى الله عليه و آله و مسقط رأسه و الجنة التي يأوي إليها - جنة المأوى

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


في تفسير القمي، بإسناده إلى ابن سنان في حديث: قال أبو عبد الله (عليه السلام): و ذلك أنه يعني النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقرب الخلق إلى الله تعالى و كان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطأت موطئا لم يطأه ملك مقرب و لا نبي مرسل، و لو لا أن روحه و نفسه كان من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، و كان من الله عز و جل كما قال الله عز و جل: "قاب قوسين أو أدنى" أي بل أدنى."

جاء في شرح الدعآء الثاني من الصحيفة السجادية المباركة في شرح هذه العبارة «... هاجر الي بلاد الغربةو محل النأي عن موطن رحله و موضع رجله و مسقط رأسه و مأنس نفسه..» و التي فيها إشارات واضحة التي تتحدث عن هجرة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله الأطهار و العوالم الغربية , فيقول مؤلف كتاب اللوامع الأنوار العرشية في شرح الصحيفة السجادية المباركة , فيشير إلى المعنى الباطني للهجرة ويقول :
«... و يمکن أن يکون المراد بهذه الفقرة المهاجرة من موطنها الأصلي - الذي هو المرتبة الالهية - الي بلاد الغربة - و هي المظاهر الأمرية و الخلقية -؛ و لذا جمعها؛ و بعبارة أخري المسافرة من الحق الي الخلق» (65:2) .
«... وعلي طريقتنا المراد من مسقط رأسه، هو محل تولده الأصلي الذي هو المرتبة الألوهية الجامعية لجميع الأسماء و الصفات علي طريق الاجمال التي يعبر عنها بالأم؛ لأن أول تولد الکثرات فيها. و المراد بتولده: هو تنزله من سماء الاجمال الي أرض التفصيل في السلسلة النزولية - مترتبة من الأشراف الي الأخس الي أن ينتهي الي ما لا أخس منه في الامکان و لا أضعف، فينقطع عنده السلسلة النزولية - کما مر غير مرة -. فکل هذه المراتب النزولية سماء و أرض الي أن ينتهي من جانب النزول الي أرض لا يکون سماء - و هي المادة - و من جانب الصعود الي سماء لا يکون أرضا - و هو الفيض الانبساطي، و الحق المخلوق به -. و کما ان القدمين في الشخص منتهاه من جهة النزول و بهما يستقر قامته - و هما يقعان علي الأرض - فکذلک فيما نحن فيه القدمان عبارة عن النفس و الطبع اللتين هما منتهي الشخص من جانب النزول تقعان علي أرض المادة. فعلي هذا ما ورد في خصائصه صلي الله عليه و آله و سلم: «انه وقع علي قدميه حين ولادته» بموقعه، لأن حقيقة صلي الله عليه و آله و سلم هي الفيض الانبساطي و الحق المخلوق به؛ کما مر، فتدبر!»


و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها

يا علي

ليست هناك تعليقات: