زيارة عاشورآء القدسية


الأربعاء، 15 يونيو 2011

سر السلام في الزيارات المقدسة - الجزء 02

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

سر السلام في الزيارات المقدسة - الجزء 02 -
الولاية و الفطرة و الميثاق و تجديد العهود
قال تعالى شأنه :
" فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ "

و عن أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه :
"واصطفى سبحانه من ولده ـ من ولد آدم ـ أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم،وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لما بدل أكثر خلقه عهد الله اليهم فجهلوا حقه،واتخذوا الأنداد معه،واجتالتهم الشياطين عن معرفته،واقتطعتهم عن عبادته،فبعث فيهم رسله وواتر اليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم منسي نعمته،ويحتجوا عليهم بالتبليغ،ويثيروا لهم دفائن العقول"

الغرض من هذا البحث هو شرح رواية كانت قد وردت في خصوص السلام على المعصوم عليه و على آله الأطهار أفضل الصلاة و السلام :

" بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لابي عبدالله: ما معنى السلام على رسول الله؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة والحرم الآمن وأن ينزل لهم البيت المعمور، ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم والارض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم لاشية فيها، قال: لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديد له على الله، لعله أن يعجله عزوجل ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه. "

و هي تابعة لهذا البحث السابق الذي تجدونه : هنا
بحثنا هنا يدور حول محاور عدة من الفطرة و العبودية و الميثاق و العهد و الوفاء به إلى الزيارة و شرح رواية السلام على المعصومين عليهم السلام , نبدأ بـ :

الفطرة
التي بعث الله عز و جل الأنبياء لإستيئاده هو التوحيد و التوحيد ينطوي عليه كل من الإقرار بوحدانية الباري عز و جل و أحديته , و الإقرار برسالة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله و الإقرار بولاية أمير المؤمنين سلام الله عليه , فقد جاء في ذيل هذه الآية الشريفة بيانا من صادق العترة الطاهرة عليه و عليها أفضل الصلاة و السلام :

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ

عن زرارة عن إمامنا الصادق صلوات الله و سلامه عليه , قال سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل " فطرة الله التي فطر الناس عليها " , قال : فطرهم جميعا على التوحيد .

و عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام , قال سألته عن قول الله عز و جل : " فطرة الله التي فطر الناس عليها " , ما تلك الفطرة ؟ قال : هي الإسلام , فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد , قال : " ألست بربكم قالوا بلى " , و فيه المؤمن و الكافر .

حدثنا الحسين بن علي بن زكريا قال حدثنا الهيثم بن عبدالله الرُّماني قال حدثنا علي بن موسى الرضا صلوات الله و سلامه عليهما عن أبيه عن جده محمد بن علي صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين في قوله تعالى : " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال: " هي لا إله إلا الله , محمد رسول الله صلى الله عليه و آله , علي أمير المؤمنين ولي الله صلوات الله عليه ,إلى هاهنا التوحيد "

فقوله عليه السلام " إلى هاهنا التوحيد " تعني أن هذه الشهادات الثلاث منطوية تحت التوحيد .
فبعبارة أخرى أن الإذعان و الإقرار بولاية الله عز و جل و العبادة له سبحانه و تعالى مساوقة لقبول ولاية ولي الله و التسليم له .
و هنا يعجبني أن أنقل قول لإمام الأمة سيدنا روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف خصوص إنطواء الشهادات الثلاث في بعضها البعض , في كتابه الأداب المعنوية للصلاة :

" .. إن الله عزّ وجل لما خلق العرش كتب عليه : لا اله إلا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين ولما خلق الله عزّ وجل الماء كتب في مجراه : لا اله إلا الله محمد رسول الله عليّ أمير المؤمنين ، ثم تذكر الرواية كتابة هذه الكلمات على قوائم الكرسي واللوح وعلى جبهة إسرافيل وعلى جناحي جبرائيل وأكناف السموات وأطباق الأرضيين ورؤوس الجبال وعلى الشمس والقمر ، ثم قال : فإذا قال أحدكم لا اله إلا الله محمد رسول الله فليقل عليّ أمير المؤمنين" .

وبالجملة هذا الذكر الشريف يستحب بعد الشهادة بالرسالة مطلقا وفي فصول الأذان لا يبعد استحبابة بالخصوص وان كان الاحتياط يقتضي أن يؤتى به بقصد القربة المطلقة لا بقصد الخصوصية في الأذان لتكذيب العلماء الاعلام تلك الروايات .

وأما النكتة العرفانية في كتابة هذه الكلمات على جميع الموجودات من العرش الأعلى إلى منتهى الارضين فهي أن حقيقة الخلافة والولاية هي ظهور الألوهية وهي أصل الوجود وكماله وكل موجود له حظ من الوجود له حظ من حقيقة الألوهية وظهورها الذي هو حقيقة الخلافة والولاية اللطيفة الإلهية ثابتة على ناصية جميع الكائنات من عوالم الغيب إلى منتهى عالم الشهادة، وتلك اللطيفة الإلهية هي حقيقة الوجود المنبسط والنفس الرحماني والحق المخلوق به الذي هو بعينه باطن الخلافة الختمية والولاية المطلقة العلوية،
ومن هذه الجهة كان الشيخ العارف شاه ابادي يقول : إن الشهادة بالولاية منطوية في الشهادة بالرسالة لأن الولاية هي باطن الرسالة .

ويقول الكاتب: إن الشهادتين منطويتان جميعا في الشهادة بالألوهية وفي الشهادة بالرسالة أيضا الشهادتان الأخريان منطويتان، كما أن في الشهادة بالولاية الشهادتنان الأخريان منطويتان والحمد لله أولا وآخرا.
"

نرجع إلى الموضوع :
إذا الميثاق الذي أُخذ منا و جاء الأنبياء لإستيئاده كما جاء في خطبة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه " يستأدوهم ميثاق فطرته " هذه الفطرة : لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ولي الله , من هنا يظهر لك جانب من فهم لحديث , ما من بعث نبي إلا بالنبوة لمحمد رسول الله صلى الله عليه و آله و الولاية لعلي أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه .

و من هنا جاءت هذه الآية الكريمة :
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
السؤال هو من هم هؤلاء الذين قالوا ربنا الله ؟؟؟
الجواب : كل الخلق , بدليل :
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

الكل قال بلى , و لكن هنا عدة منهم عندما أٌخذ منهم ميثاق الفطرة و العهد بالإقرار بالربوبية لله عز و جل إستقاموا على هذا القول و أوفوا بهذا العهد , لأن هذا الإقرار يحتاج إلى الإستقامة على الطريقة التي هي الصراط المستقيم الذي هو ولاية أمير المؤمنين علي بن أبيطالب صلوات الله و سلامه عليه :

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

و العهد و الإستقامة جاءا معا في القرآن الكريم , في قوله تعالى :
" كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ "

فالإستقامة هو الوفاء بالعهد :
" وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا"
ولو رجعنا إلى روايات أهل بيت العصمة و الطهارة صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين في ذيل هذه الآية المباركة , نجد أن الطريقة هنا هي ولاية أمير المؤمنين صلوات الله و سلامه عليه الذي هو الصراط المستقيم .

و بناءا على ما مر , فإن الفطرة التي هي ما أُخذ عليها العهود و المواثيق التي يجب علينا أداؤها كما أن الأنبياء بعثوا لذلك , و التي يقول إمامنا الصادق صلوات الله و سلامه عليه , هي الشهادات الثلاث التي هي بأجمعها التوحيد . و هذا العهد له لوازم و يجب الإستقامة و الوفاء له .

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ
أي أن الذي عهد هذا العهد و إستقام عليه و وفى به يكون من أولياء الله عز و جل :
" أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ "
كما وفي بهذا العهد أصحاب سيد الشهدآء سلام الله عليه : " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا "

و لكن الذي خان هذا العهد و لم يوف به فهو من أولياء الشيطان و حزبه . من الجيد أن تقرأ الآية التي هي قبل آية " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا " نجدها : " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ "

ولو رجعنا إلى روايات أهل بيت العصمة و الطهارة صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين , في ذيل آية : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا " أي إستقاموا على ميثاق الفطرة التي هي التوحيد :

عن محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان , عن أبي أيوب , عن محمد بن مسلم قال سألت أباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل : " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا " فقال أبوعبدالله عليه السلام : إستقاموا على الأئمة واحدا بعد واحد " تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ "
و هذه النكتة جديرة بالإلتفات بأن إنكار ولاية واحد من الأئمة عليهم السلام إنكار التوحيد . و لذلك نرى عندما أخذ من إبراهيم العهد للإمامة أخذوا منه العهد لجميع الأئمة عليهم السلام , " و إذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " هذه الكلمات هي نفسها التي توسل بها آدم عليه السلام في دعاءه لله عز و جل , و إبراهيم عليه السلام أتمهن إلى الأئمة الإثني عشر عليهم السلام .

فـ الإستقامة على التوحيد تعني الإستقامة على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام , و لا إثنينية في البين , و دليل ذلك هو أن الله عز و جل منح هذه الذوات المقدسة الشريفة الولاية و جعلهم أسماءه الحسنى التي ملأت أركان كل شيئ و جعلهم سبيله و صراطه و الطريقة و الذريعة إليه و بابه الذي يؤتى منه , و إنكارهم كفر .
فهؤلاء الذين يقولون أن الإعتقاد بهذه المقامات شرك و كفر عليهم أن يدركوا بأن إنكار هذه المقامات هي على حد الشرك و الكفر لأن الله عز و جل جعلهم على هذه المقامات , فلا نكون مصداقا لهذه الفقرة من زيارة عاشوراء المباركة " ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها "
فعن أمير المؤمنين عليه السلام في الكافي الشريف :
" إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا، فانهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع.
"
يعنى ليس كل من اعتصم الناس به سواء في الهداية ولا سواء فيما يسقيهم بل بعضهم يهديهم إلى الحق والى طريق مستقيم ويسقيهم من عيون صافية وبعضهم يذهب بهم إلى الباطل والى طريق الضلال ويسقيهم من عيون كدرة كما يفسره فيما بعده، يفرغ اى يصب بعضها في بعض حتى يفرغ

فعلى كل من أراد الوصول إلى لقاء الله عز و جل أن يدخل من هذا الباب , و يطوي هذا السبيل و يصل إلى الصراط المستقيم و يصل إلى وجه الله و لقاءه , هذا هو السلوك الحقيقي لا غير .

و هذا السلوك ليس سهلا بل أن الإبتلاءات تترى من بداية الدخول من الباب إلى آخر المسير إلى الله و الهجرة إليه ,فهم الباب المبتلى به الناس , و لو رجعنا إلى قول أئمتنا الطيبين الطاهرين صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين في ذيل آبة " و إدخلوا الباب سجدا " لأتضح ذلك للقارئ المؤمن ।

هناك آية وردت فيها روايات لطيفة المعنى :

" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ "

فمن الناس من قد جعل لله شركاء يحبهم كحب الله عز و جل و الإمام عليه السلام يوضح هذه الحقيقة ببيان لطيف :
" وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ

ففي الكافي الشريف : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى , عن الحسن بن محبوب , عن عمرو بن ثابت , عن جابر قال , سئلت أباجعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل : " وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ " قال : هم أولياء فلان و فلان إتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما , فلذلك قال : " وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ " ثم قال أبوجعفر عليه السلام : هم والله يا جابر أئمة الظلمة و أشياعهم . و روى هذا الحديث الشيخ المفيد في كتاب الإختصاص . "
فإتخاذ إمام من دون الإمام الذي نصبه الله عز و جل على الناس هو بمثابة إتخاذ ند و شريك لله عز و جل .
لأن الإمامة ليست مقام إعتباري كي يمكننا سلبه عن أحد و إعطاءه لآخر , الإمامة خلافة الله و خلافة رسوله , كما جاء ذلك عن إمامنا الرضا صلوات الله و سلامه عليه في خطبته المعروفة في وصف الإمام و الإمامة .

القصد من كل هذا السرد الطويل هو بيان أن عهد التوحيد هو عين عهد الولاية , و لا إثنينية في البين , كما هو واضح , فالعهد الذي أخذ علينا هو عهد التوحيد الذي هو عين عهد الولاية , هذه العهود أخذت علينا و نحن أعطيناها , و علينا الإستقامة و الوفاء بهذه العهود .

الآن نصل إلى صلب المطلب الذي أردت توضيحه , فما قلناه لحد الآن إنما هي مقدمة لبيان ما أريد بيانه فيما يلي :

ما هو عهد الولاية ؟
أي بمعنى آخر ما هو الواجب علينا إتجاه أمير المؤمنين عليه السلام بموجب هذا العهد ؟
الحقيقة جاءت في روايتنا ما توضح هذا الجانب و نحن نشير هنا الى الجانب المتعلق بالزيارة حيث أن بحثنا مُنصب على شرح الحديث السلام المتلق بالزيارة :

عن الوشاء قال : سمعت الرضا ( عليه السلام ) يقول :
(( إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم))

أي بمعنى أنك إن أردت أن تتم عهدك مع الإمام عليك أن تزور الإمام عليه السلام .
و زيارتنا نحن للإمام عليه السلام هو بالأصل تجديد لتلك العهود مع الإمام عليه السلام , بتعبير آخر أننا نذهب للزيارة للإمام عليه السلام لنقول للإمام بأننا أوفياء و مستقيمين على ما عاهدناكم عليه .
و هذا المعنى ظاهر لدرجة أن لو سئلنا أي شيعي ولو كان بسيطا في معرفته , أن لماذا جئت لزيارة الإمام عليه السلام , لأجابك قائلا , هذا إمامي الذي أُقر لله عز و جل بطاعته و أنا تابعه و شيعته . و هذا أصل من أصول الزيارة .

أما الآن السؤال المطروح يكون ما هي هذه العهود التي نجددها مع الإمام عليه السلام عند زيارته ؟
الجواب , هذه العهود هي تلك التي قالها الأئمة المعصومين عليهم السلام , بتعبير آخر , نصوص الزيارة هي العهود التي أخذ علينا و نحن نجددها بإقرارنا لهم بالفضل الذي جعله الله لهم و نعمل على وفق ذلك .
مثلا الزيارة الجامعة الكبيرة , هي نص العهود التي بين الشيعة و الإمام المعصوم عليه السلام , و بقدر الإقرار بهذه العهود و الوفاء بها و الإستقامة عليها يكون الوفاء و الهداية , و بقد النكران و الجحود تكون الخيانة و الضلالة .
فكل فقرة من فقرات الزيارة هي عهد أعطيناه و لازم علينا تأديته . و لا تفهم بأن معنى التأدية هي كما في قولك مثلا ,آخذ عليك عهداً بأن تدفع لي المبلغ الفلاني أو تفعل فعل معين , لا ليس بهذه الصورة السطحية , أصل العهد عهد معرفي عقدي , كما أن عهد التوحيد و الإقرار بوحدانية الباري عز و جل هو عهد معرفي عقدي بالدرجة الأولى , فالإقرار بالمقامات هي عهود معرفية يجب علينا تأديتها و الإستقامة عليها و الوفاء بها .
فالإقرار بالمقام إذا تم في وجود الإنسان , الإقرار بمعنى إستقرار , استقرارا في وجود الإنسان , فإذا ترسّخت هذه العقيدة و إستقرت في وجود الإنسان فالعمل يتبعه , كما لا يخفى .
وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ
فلذا العهد الذي أُخذ من الأنبياء و الأولياء عليهم السلام عمدته عهد معرفي و قبول بالمقامات .
فالزيارة الجامعة الكبيرة هي نص عهدنا مع الله عز و جل , عهد التوحيد و الولاية , فإذا أراد شخصا أن يكون موحّدا فيجب عليه الإذعان و القبول لهذه العهود و أن يستقيم عليها , إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا , و إذا لم يقبل هذه العهود فليس بموحّد أو بتعبير آخر توحيده ناقص و مُختل . فبمقدار تقصيره عن درك زيارة الجامعة الكبيرة يكون مقصرا بالتوحيد " من أراد الله بدأ بكم " , " من جحدكم كافر " فمن ينكر ما في الزيارة الجامعة الكبيرة فهو كافر بالله عز و جل بالقدر الذي يجحد من الزيارة الجامعة .
لذا كل الخير هو في الوفاء بهذه العهود , و في الروايات الشريفة و الآيات القرآنية الكريمة كثيرا ما صُرّح ببركات الوفاء بهذه العهود :
" مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ
وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "
الحسنة في هذه الآية الكريمة حسنة واحدة معرفة بألف و لام عهدية , أي حسنة خاصة , من أتى بها كان له خيرا منها
و السيئة هنا هي سيئة واحد إذا ما جيئ بها لا يُنظر إلى باقي الأشياء , بل تكون المصير رأسا إلى جهنم " فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ "
فما هي هذه الحسنة التي بها الفوز و الرضوان و ما هي هذه السيئة التي بمجرد وجودها لا يُنظر إلى باقي الافعال و الأعمال , و يكون المصير رأسا إلى النار ؟
الجواب في روايتنا الشريفة , الحسنة هي الولاية و مقدار التزامنا بها , و السيئة هو بغض أمير المؤمنين عليه السلام .
حب علي عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة و بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة .
صلوات الله عليك يا أبالحسن

فمما مر عرفنا
أن الله عز و جل أخذ من جميع الخلق العهد و الميثاق لفطرته التي هي التوحيد , و التوحيد شامل للشهادات الثلاث , و من هؤلاء الذين أقروا بهذه العهود من إستقام عليه و هناك من لم يستقم , و الأنبياء عليهم السلام بُعثوا لإستيئاد ميثاق الفطرة التي هي عهد التوحيد , و عهد التوحيد هي عين عهد الولاية و لا إثنينية في البين , و هذا العهد و ماهيته أوضحته لنا بعض الروايات الشريفة فقالت , إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم , و الزيارة و نصها إنما هي إقرار و تجديد هذه العهود مع الإمام عليه السلام , و هذا العهد عهد معرفي عقدي إقرارا بمقاماتهم الشريفة المقدسة , و بمقدار هذا الإقرار يكون التوحيد عند الموحد مكتملا و بمقدار النكران و الجحود و العياذ بالله يكون النقص بالتوحيد و الكفر مُستشريا .

هذا خلاصة ما أوضحته خلال هذا الكلام , و بهذا البيان , ستعرف شيئ من معنى هذا الحديث الشريف في تفسير السلام الوارد في الزيارات الشريفة :
" بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لابي عبدالله: ما معنى السلام على رسول الله؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الائمة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ووعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة والحرم الآمن وأن ينزل لهم البيت المعمور، ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم والارض التي يبدلها الله من السلام ويسلم ما فيها لهم لاشية فيها، قال: لا خصومة فيها لعدوهم وأن يكون لهم فيها ما يحبون وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله على جميع الائمة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديد له على الله، لعله أن يعجله عزوجل ويعجل السلام لكم بجميع ما فيه. "

و هناك زيارة معروفة بزيارة المصافقة أو المصافحة , روي مُرسلا و أوردها صاحب مستدرك الوسائل في مستدركه , و هي تُلخّص بشكل جلي جدا ما ورد في هذا البحث من معنى , قال صاحب المستدرك :

وفيه زيارة المصافقة لسائر الأئمة عليهم السلام وتجديد العهد لهم صلوات الله عليهم روي عنهم عليهم السلام قال إن زيارتنا انما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب العباد وسبيل الزائر أن يقول عند زيارتهم عليهم السلام :
جئتك يا مولاي زائرا لك ومسلما عليك ولائذا بك أجدد ما اخذ الله لكم في رقبتي من العهد والميثاق والولاية لكم والبراءة من أعدائكم معترفا بالفرض من طاعتكم
ثم ضع يدك اليمنى على القبر وقل :
هذه يد مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا فاقبل مني ذلك يا امامي فقد زرتك وانا معترف بحقك مع ما الزم لله سبحانه وتعالى من نصرتك وهذه يدي مصافقة على ما امر الله عز وجل من موالاتكم والاقرار بالمفترض من طاعتكم والبراءة من أعدائكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم قبل الضريح وقل
يا سيدي ومولاي وامامي المفترض طاعته اشهد انك بقيت على الوفاء بالوعد والدوام على العهد وقد سلف من جميل وعدك لمن زار قبرك ما أنت المرجو للوفاء به والمؤمل لتمامه وقد قصدتك من بلدي وجعلتك عند الله معتمدي فحقق ظني ومخيلي فيك صلوات الله عليك وسلم تسليما اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه وأرجو منك النجاة لي به من النار به وبآبائه وأبنائه صلوات الله عليهم رضينا بهم أئمة وسادة وقادة اللهم أدخلني في كل خير أدخلتهم فيه وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه واجعلني معهم في الدنيا والآخرة يا ارحم الراحمين .

و هناك سر آخر في السلام , إجمع بين هذه الآيات و الروايات تظهر لك بشكل جلي :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ

و هذه البيوت بيوت الله , و أهلها أهل الله , و لا بد من طلب الإذن بالدخول .

و السلام إسم من أسماء الله , في رواية إمامنا الصادق عليه السلام :
روى الشيخ الصدوق بإسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : « سألت أبا عبد الله عليه السلام عن معنى التسليم في الصلاة ، فقال : التسليم علامة الأمن وتحليل الصلاة ، قلت : وكيف ذلك جعلت فداك ؟ قال : كان الناس فيما مضى إذا سلم عليهم وارد أمنوا شره ، وكانوا إذا ردوا عليه أمن شرهم ، وإن لم يسلم لم يأمنوه ، وإن لم يردوا على المسلم لم يأمنهم ، وذلك خلق في العرب ، فجعل التسليم علامة للخروج من الصلاة ، وتحليلاً للكلام ، وأمناً من أن يدخل في الصلاة ما يفسدها ، والسلام اسم من أسماء الله عز وجل وهو واقع من المصلي على ملكي الله الموكلين »
قال سبحانه وتعالى :
" هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ" (سورة الحشر الآية 23)


و في هذه البيوت قال الله تعالى :
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ

و كذلك لو تمعنا في هاتين الآيتين و الروايات المعصومية الشريفة الواردة فيهما , لفهمنا أبعاد أخرى من هذا المفهوم للسلام :
رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ

ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ

و هناك بحث بل كتاب جميل فيه فوائد يتكلم عن السلام في القرآن و السنة , تجدونه هنا :
http://www.najaf.org/arabic/book/26/



و الحمد لله أولا و آخر
و صلى الله على سيدنا و نبينا محمد و على آله الأطيبين الأطهار
يا علي


ليست هناك تعليقات: