بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا حديث شريف عظيم , نُقل عن أكابر علماء الطائفة من أمثال شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي قدس سره , و الشيخ أبي محمّد فضل بن شاذان بإسناده إلى أحد كبار أصحاب الأئمة و أحد خواص خواصهم الصحابي الجليل جابر بن يزيد الجعفي قدس الله سره الشريف عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله و سلامه عليهما , و هذا الحديث تجده في المصادر التالية : تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة 1/397 ح 70 , عنه البحار : 35 / 28 ح 24 , البرهان 3 /193 ح 7 .
و اللفظ للسيد شرف الدين النجفي قدس سره من تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة , قال السيد ما لفظه :
" وقد جاء في ابتداء خلق نوره الكريم نبأ عظيم لا يحتمله إلا ذوالقلب السليم والدين القويم، والطريق المستقيم، ينبئ عن فضله وفضل أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والتسليم :
وهو ما نقله الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه: عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان باسناده، عن رجاله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الامام العالم موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهما قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله من نور إخترعه من نور عظمته وجلاله وهو نور لاهوتيته الذي تبدى (من لاه أي من إلاهيته من إنيته الدي تبدئ منه) وتجلى لموسى بن عمران عليه السلام في طور سيناء، فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه وكان ذلك النور نور محمد صلى الله عليه وآله.
فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين: فخلق من الشطر الاول محمدا، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب عليه السلام، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه من نفسه (لنفسه) وصورهما على صورتهما وجعلهما امناء له وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعينا له عليهم، ولسانا له إليهم قد استودع فيهما علمه، وعلمهما البيان، واستطلعهما على غيبه (وعلى نفسه) وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه، لا يقوم واحد بغير صاحبه، ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما، وهو قوله تعالى * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * سورة الأنعام المباركة 9 , فهما مقاما رب العالمين وحجابا خالق الخلائق أجمعين بهما فتح الله، بدء الخلق، وبهما يختم الملك والمقادير.
ثم اقتبس من نور محمد فاطمة عليهما السلام ابنته كما اقتبس (نور علي) من نوره واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح، هم خلقوا من الانوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، وصلب إلى صلب، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة، بل نقلا بعد نقل، لامن ماء مهين، ولا نطفة خشرة (بمعنى الرديئة و الدنيئة ) كسائر خلقه، بل أنوار كاقتباس المصابيح، هم خلقوا من الانوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، وصلب إلى صلب، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة، بل نقلا بعد نقل، لامن ماء مهين، ولا نطفة خشرة كسائر خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات، لانهم صفوة الصفوة،
اصطفاهم لنفسه وجعلهم خزان علمه وبلغاء عنه إلى خلقه، أقامهم مقام نفسه، لانه لا يرى ولا يدرك ولاتعرف كيفيته ولا أينيته ( في البحار : إنّيته)، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه، المتصرفون في أمره ونهيه، فبهم يظهر قدرته، ومنهم ترى آياته ومعجزاته، وبهم ومنهم عرف عباده نفسه ، وبهم يطاع أمره، ولولاهم ما عرف الله ولا يدرى كيف يعبد الرحمان فالله يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء (لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون) سورة الأنبياء الآية 23 " إنتهى .
هذا حديث عظيم , تدبّر فيها إن كنت من أهل التدبّر من غير عناد أو عصبية للجهل أو إشمئزاز من نفس .
و أسئلكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
يقول السيد الإمام الخميني قدس سره الشريف في تعلقيته على كتاب شرح فصوص الحكم في صفحات 308-309 :
" ( الحقيقة المحمدية ) هي التي تجلّت في العوالم من العقل إلى الهيولى _ الذي هو أخس مراتب الوجود الذي هو في غاية الإنفعال و في غاية عدم الفعلية , لواء الحسين_ و العالم ظهورها و تجلّيها ، و كل ذرّة من مراتب الوجود تفصيل هذه الصّورة , و هذه هي الإسم الأعظم , و بحقيقتها الخارجيّة عبارة عن ظهور المشيئة الّتي لا تعيّن فيها , و بها حقيقة كلّ ذي حقيقة و تعيّن كلّ متعين : " خلق الله الأشياء بالمشيئة و المشيئة بنفسها " . و هذه البنية المسماة بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله , النازلة من عالم العلم الإلهي الى عالم الملك لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة , مجملة تلك الحقيقة الكليّة, و إنطوى فيها جميع مراتب إنطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي .
و قال قدس سره الشريف في صفحات 128-129 و 195 -196 من التعلقية على شرح الفصوص
اعلم هداك الله الى الطريق المستقيم أن رسول الله صلى الله عليه و آله , لمّا كان متحققا بتمام دائرة الوجود و مستجمعا للكمالات التي في جميع عوالم الغيب و الشهود و له البرزخية الكلّيّة و هو المشيئة المطلقة و الفيض المقدّس الأطلاقي لم يكن كمال و لا وجود خارجاً عن حيظة كماله و وجوده , فهو كلّ الوجود الظلّي و كلّه الوجود , و ليسَ وجود و لا كمال وجود خارجا عن وجوده و كمال وجود حتّى يكون فضلاَ و زيادة , و الفيوضات الوجوديَّة و الكماليّة التي تصل الى ما سواه من حضرته يكون بطريق التّجلّي التّشأن لا بطريق الفضل و الزيادة . نعم ما كان فضلا عن الوجود هو التّعيّن و العدم و عن الكمالات ما كان من سنخ مقابلاتها .
و في ما يتعلق بإسمين الشريفين : أحمد و محمّد صلى الله عليه و آله الأطهار
يقول قدس سره
" و إتصال ما قبله من الحروف به و إتصاله بما قبله في غير هذا الإسم لا يوجب كونه من حروف الإتصال مطلقا . "
قوله : " و إتصال ما قبله من الحروف " الخ , فإنّ الإتصال بما قبله هو الإتصال بالحقيقة الغيبية التي كلّ دابّة متّصلة بها " وما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها " الآية , أو الإتصال بالحق بمقامه الأسمائي و هو كمال العبد و يوجب الإنقطاع عمّا بعده , و لولا الأنقطاع عمّا بعده من الحروف لم يتّصل بما قبله . و أما المقام المحمّدي , فهو مقام البرزخيّة الكبرى و الجامعة للوحدة و الكثرة و الحق و الخلق , " و هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن " و إسمُهُ " المحمدي " مُـلكيّ , و لهذا يكون حروف الإتصال فيه أكثر ؛ و إسمُه " الأحمدي " ملكوتي و لهذا احتف بحروف الأنفصال . و في كون حرف الإتصال آخر اسمه المحمدي [د] سِرّ بل أسرار . "
و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
يقول العلامة ميرزا محمد تقي المامقاني قدس الله سره الشريف :
صحيفة الأبرار المجلد الأول صفحة 258 , إن لأهل البيت عليهم السلام في كل النشآت من عوالم العلوية إلى عالم الدنيا و ما بينهما في كل النشآت لهم ظهور , فهم في كل مقام و نشئة يطهرون بأكمل الكمال و هم الأفضل فيها .
و كما يقول العلامة المامقاني : إن الله أنزل نور نبينا صلى الله عليه و آله إلى رتبة الأنبيآء , بأن أعطاه لباسا من سنخ رتبتهم فصار أحد الأنبيآء , و أخاً لهم , لذا تراه صلى الله عليه و آله يعبر عن الأنبيآء بالأخوة , فيقول : أخي موسى , أخي عيسى و أخي سليمان , و هكذا .
ثم منه إلى رتبة البشر و الملائكة و غيرهم , فكان في ذلك المقام يقول : أخي جبرئيل و هكذا و أمثال هذه الخطابات من لوازم رتبة التنزل , ( أقول : و لهذا تعرف سر قول الأئمة الأطهار صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين في زيارة الصديقة الشهيدة سلام الله عليها , حين نسلم عليها و نقول : السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته , إنتبه إلى مقام الملائكة فقد نسب ظهور مقام الرسول الأعظم في نشئتهم فقيل و قد عد منهم لهذه السنخية فصارت المقارنة , و إرجع إلى ما قلناه حين الخطاب جبرائيل بأخي جبرئيل ) و إلا فهو في رتبة ذاته لا ذكر فيها لشيئ من هؤلاء المذكورين , حتى يتحقق هناك معنى الإخوة و المجالسة فافهم .
و كلما نزل إلى مقام من تلك المقامات النازلة , إصطفى من سنخ ذلك المقام أشرف الألبسة و أكملها ( أقول : إشارة لقوله تعالى وللبسنا عليه ما يلبسون , أنظر حديث في هذا أيضا , إنظر إلى أول الأحاديث الذي سأنقله لك) , ليسع ذلك ذلك اللباس لتحمل أعبآء حقيقته المقدسة , و لا يندك عند الظهور , (أقول : كما كاد يحصل مع موسى حينما تجلى نور ربه , إنظر إلى الحديث الثاني الذي سأورده لك ) , و لا كذلك سائر الأنبيآء , فإنهم لا يتحملون ظهور حقيقتة المقدسة على التمام , لكون حقآئقهم جزئية بالنسبة إلى سيد الرسل صلى الله عليه و آله الأطهار , و إنما يرشح عليهم ما يطفح منه على حسب درجاتهم في تلك المرتبة , فإن أول العزم منهم يتحملون من ذلك الظهور ما لا يتحمله غيرهم , و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي , أي ترك و لم نجد له عزما . للكلام بقية فراجعه في كتاب صحيفة الأبرار للمامقاني المجلد الأول صفحة 258 جدا مفيد و لطيف في معاني نزول الوحي .
الحديث الأول
و في تأويل الأيآت الشريف نقلا عن إمامنا الكاظم صلوات الله و سلامه عليه
فلما اراد ان يخلق محمدا صلى الله عليه و آله قسم ذلك النور شطرين ، فخلق من الشطر الاول محمدا صلى الله عليه و آله و من الشطر الاخر على بن ابى طالب ، و لم يخلق من ذلك النور غيرهما، خلقهما الله بيده و نفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه و صورهما على صورتهما و جعلهما امناء له و شهداء على خلقه و خلفاء على خليقته و عينا له عليهم و لسانا له اليهم ، قد استودع فيهما علمه ، و علمهما البيان ، و استطلعهما على غيبه ، و جعل احدهما نفسه و الاخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ؛ ظاهرهما بشرية و باطنهما لاهوتية ، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقون رويتهما و هو قوله تعالى : (( و للبسنا عليهم ما يلبسون )) . فهما مقاما رب ناس العالمين و حجابا خالق الخلايق اجمعين ، بهما فتح بدء الخلق و بهما يختم الملك و المقادير.
الحديث الثاني
فى (( تأويل الايات )) فى تفسير قوله تعالى : و تقلبك فى الساجدين عن الشيخ ابى جعفر الطوسى (ره ) باسناده عن الشيخ ابى محمد الفضل بن شاذان ، باسناده عن جابر بن يزيد الجعفى ، عن الامام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليهما أفضل الصلاة و السلام قال : ان الله تبارك و تعالى خلق نور محمد صلى الله عليه و آله ، و نور محمد صلى الله عليه و آله من نور اخترعه من نور عظمته و جلاله و هو نور لاهوتية الذى تبدى من لاه اى من الاهية ، تبدى منه و تجلى لموسى بن عمران فى طور سيناء، فما استقر و لا طاق موسى لرؤ يته و لا ثبت له حتى خر صاعقا مغشيا عليه ، و كان ذلك النور محمدا صلى الله عليه و آله .
يا علي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم كثيرا ...هذه المعرفة الحقة التي يريدها اهل البيت عليهم السلام لشيعتهم .
((تجلى لموسى بن عمران فى طور سيناء، فما استقر و لا طاق موسى لرؤ يته و لا ثبت له حتى خر صاعقا مغشيا عليه ، و كان ذلك النور محمدا صلى الله عليه و آله ))
ان شاء الله الظهور المبارك قريب ..اتوقع بانه لو كُتب لنا رؤيته المباركة فسوف تتغير سنخيتنا كي نكون مؤهلين لرؤية هذا النور العظيم الذي لم يتحمله نبي الله موسى عليه السلام وخر مغشيا عليه فما بالك بنا ...؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بيّاكم شرفتموني بمروركم الكريم , أتمنى أن أكون قد أفدتكم بشيئ ذي بال .
نعم فلكلامكم الكريم وجه صحيح , لا سيما و إن تدبّرنا في أحاديث الخلقة الطينية , فعند ذلك يُرى جليّاً بأن منزلة أرواح الأنبياء هي بمنزلة أجساد الأئمة الأطيبين الأطهار من آل محمد صلوات الله و سلامه عليه و على آله الأطهار , و هم من أشياعهم , فإن كان منزلة أرواح الأنبياء لم تبلغ إلا مرتبة جسد الإمام المعصوم عليه السلام أو دونه , و كلهم على مراتبهم , فكيف بنا نحن ؟ لا بد من عناية من قبلهم صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين , فهم أهل اللطف و الكرم .
و نعم الإشارة هذه الإشارة " ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما، وهو قوله تعالى * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * سورة الأنعام المباركة 9 "
وفقكم الله لكل خير
و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا حديث شريف عظيم , نُقل عن أكابر علماء الطائفة من أمثال شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي قدس سره , و الشيخ أبي محمّد فضل بن شاذان بإسناده إلى أحد كبار أصحاب الأئمة و أحد خواص خواصهم الصحابي الجليل جابر بن يزيد الجعفي قدس الله سره الشريف عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله و سلامه عليهما , و هذا الحديث تجده في المصادر التالية : تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة 1/397 ح 70 , عنه البحار : 35 / 28 ح 24 , البرهان 3 /193 ح 7 .
و اللفظ للسيد شرف الدين النجفي قدس سره من تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة , قال السيد ما لفظه :
" وقد جاء في ابتداء خلق نوره الكريم نبأ عظيم لا يحتمله إلا ذوالقلب السليم والدين القويم، والطريق المستقيم، ينبئ عن فضله وفضل أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والتسليم :
وهو ما نقله الشيخ أبو جعفر الطوسي قدس الله روحه: عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان باسناده، عن رجاله، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الامام العالم موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهما قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد صلى الله عليه وآله من نور إخترعه من نور عظمته وجلاله وهو نور لاهوتيته الذي تبدى (من لاه أي من إلاهيته من إنيته الدي تبدئ منه) وتجلى لموسى بن عمران عليه السلام في طور سيناء، فما استقر له ولا أطاق موسى لرؤيته، ولا ثبت له حتى خر صعقا مغشيا عليه وكان ذلك النور نور محمد صلى الله عليه وآله.
فلما أراد أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين: فخلق من الشطر الاول محمدا، ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب عليه السلام، ولم يخلق من ذلك النور غيرهما خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه من نفسه (لنفسه) وصورهما على صورتهما وجعلهما امناء له وشهداء على خلقه، وخلفاء على خليقته، وعينا له عليهم، ولسانا له إليهم قد استودع فيهما علمه، وعلمهما البيان، واستطلعهما على غيبه (وعلى نفسه) وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه، لا يقوم واحد بغير صاحبه، ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما، وهو قوله تعالى * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * سورة الأنعام المباركة 9 , فهما مقاما رب العالمين وحجابا خالق الخلائق أجمعين بهما فتح الله، بدء الخلق، وبهما يختم الملك والمقادير.
ثم اقتبس من نور محمد فاطمة عليهما السلام ابنته كما اقتبس (نور علي) من نوره واقتبس من نور فاطمة وعلي الحسن والحسين كاقتباس المصابيح، هم خلقوا من الانوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، وصلب إلى صلب، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة، بل نقلا بعد نقل، لامن ماء مهين، ولا نطفة خشرة (بمعنى الرديئة و الدنيئة ) كسائر خلقه، بل أنوار كاقتباس المصابيح، هم خلقوا من الانوار وانتقلوا من ظهر إلى ظهر، وصلب إلى صلب، ومن رحم إلى رحم في الطبقة العليا من غير نجاسة، بل نقلا بعد نقل، لامن ماء مهين، ولا نطفة خشرة كسائر خلقه، بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات، لانهم صفوة الصفوة،
اصطفاهم لنفسه وجعلهم خزان علمه وبلغاء عنه إلى خلقه، أقامهم مقام نفسه، لانه لا يرى ولا يدرك ولاتعرف كيفيته ولا أينيته ( في البحار : إنّيته)، فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه، المتصرفون في أمره ونهيه، فبهم يظهر قدرته، ومنهم ترى آياته ومعجزاته، وبهم ومنهم عرف عباده نفسه ، وبهم يطاع أمره، ولولاهم ما عرف الله ولا يدرى كيف يعبد الرحمان فالله يجري أمره كيف يشاء فيما يشاء (لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون) سورة الأنبياء الآية 23 " إنتهى .
هذا حديث عظيم , تدبّر فيها إن كنت من أهل التدبّر من غير عناد أو عصبية للجهل أو إشمئزاز من نفس .
و أسئلكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
يقول السيد الإمام الخميني قدس سره الشريف في تعلقيته على كتاب شرح فصوص الحكم في صفحات 308-309 :
" ( الحقيقة المحمدية ) هي التي تجلّت في العوالم من العقل إلى الهيولى _ الذي هو أخس مراتب الوجود الذي هو في غاية الإنفعال و في غاية عدم الفعلية , لواء الحسين_ و العالم ظهورها و تجلّيها ، و كل ذرّة من مراتب الوجود تفصيل هذه الصّورة , و هذه هي الإسم الأعظم , و بحقيقتها الخارجيّة عبارة عن ظهور المشيئة الّتي لا تعيّن فيها , و بها حقيقة كلّ ذي حقيقة و تعيّن كلّ متعين : " خلق الله الأشياء بالمشيئة و المشيئة بنفسها " . و هذه البنية المسماة بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه و آله , النازلة من عالم العلم الإلهي الى عالم الملك لخلاص المسجونين في سجن عالم الطبيعة , مجملة تلك الحقيقة الكليّة, و إنطوى فيها جميع مراتب إنطواء العقل التفصيلي في العقل البسيط الإجمالي .
و قال قدس سره الشريف في صفحات 128-129 و 195 -196 من التعلقية على شرح الفصوص
اعلم هداك الله الى الطريق المستقيم أن رسول الله صلى الله عليه و آله , لمّا كان متحققا بتمام دائرة الوجود و مستجمعا للكمالات التي في جميع عوالم الغيب و الشهود و له البرزخية الكلّيّة و هو المشيئة المطلقة و الفيض المقدّس الأطلاقي لم يكن كمال و لا وجود خارجاً عن حيظة كماله و وجوده , فهو كلّ الوجود الظلّي و كلّه الوجود , و ليسَ وجود و لا كمال وجود خارجا عن وجوده و كمال وجود حتّى يكون فضلاَ و زيادة , و الفيوضات الوجوديَّة و الكماليّة التي تصل الى ما سواه من حضرته يكون بطريق التّجلّي التّشأن لا بطريق الفضل و الزيادة . نعم ما كان فضلا عن الوجود هو التّعيّن و العدم و عن الكمالات ما كان من سنخ مقابلاتها .
و في ما يتعلق بإسمين الشريفين : أحمد و محمّد صلى الله عليه و آله الأطهار
يقول قدس سره
" و إتصال ما قبله من الحروف به و إتصاله بما قبله في غير هذا الإسم لا يوجب كونه من حروف الإتصال مطلقا . "
قوله : " و إتصال ما قبله من الحروف " الخ , فإنّ الإتصال بما قبله هو الإتصال بالحقيقة الغيبية التي كلّ دابّة متّصلة بها " وما من دابّة إلا هو آخذ بناصيتها " الآية , أو الإتصال بالحق بمقامه الأسمائي و هو كمال العبد و يوجب الإنقطاع عمّا بعده , و لولا الأنقطاع عمّا بعده من الحروف لم يتّصل بما قبله . و أما المقام المحمّدي , فهو مقام البرزخيّة الكبرى و الجامعة للوحدة و الكثرة و الحق و الخلق , " و هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن " و إسمُهُ " المحمدي " مُـلكيّ , و لهذا يكون حروف الإتصال فيه أكثر ؛ و إسمُه " الأحمدي " ملكوتي و لهذا احتف بحروف الأنفصال . و في كون حرف الإتصال آخر اسمه المحمدي [د] سِرّ بل أسرار . "
و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
يقول العلامة ميرزا محمد تقي المامقاني قدس الله سره الشريف :
صحيفة الأبرار المجلد الأول صفحة 258 , إن لأهل البيت عليهم السلام في كل النشآت من عوالم العلوية إلى عالم الدنيا و ما بينهما في كل النشآت لهم ظهور , فهم في كل مقام و نشئة يطهرون بأكمل الكمال و هم الأفضل فيها .
و كما يقول العلامة المامقاني : إن الله أنزل نور نبينا صلى الله عليه و آله إلى رتبة الأنبيآء , بأن أعطاه لباسا من سنخ رتبتهم فصار أحد الأنبيآء , و أخاً لهم , لذا تراه صلى الله عليه و آله يعبر عن الأنبيآء بالأخوة , فيقول : أخي موسى , أخي عيسى و أخي سليمان , و هكذا .
ثم منه إلى رتبة البشر و الملائكة و غيرهم , فكان في ذلك المقام يقول : أخي جبرئيل و هكذا و أمثال هذه الخطابات من لوازم رتبة التنزل , ( أقول : و لهذا تعرف سر قول الأئمة الأطهار صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين في زيارة الصديقة الشهيدة سلام الله عليها , حين نسلم عليها و نقول : السلام عليك يا بنت أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته , إنتبه إلى مقام الملائكة فقد نسب ظهور مقام الرسول الأعظم في نشئتهم فقيل و قد عد منهم لهذه السنخية فصارت المقارنة , و إرجع إلى ما قلناه حين الخطاب جبرائيل بأخي جبرئيل ) و إلا فهو في رتبة ذاته لا ذكر فيها لشيئ من هؤلاء المذكورين , حتى يتحقق هناك معنى الإخوة و المجالسة فافهم .
و كلما نزل إلى مقام من تلك المقامات النازلة , إصطفى من سنخ ذلك المقام أشرف الألبسة و أكملها ( أقول : إشارة لقوله تعالى وللبسنا عليه ما يلبسون , أنظر حديث في هذا أيضا , إنظر إلى أول الأحاديث الذي سأنقله لك) , ليسع ذلك ذلك اللباس لتحمل أعبآء حقيقته المقدسة , و لا يندك عند الظهور , (أقول : كما كاد يحصل مع موسى حينما تجلى نور ربه , إنظر إلى الحديث الثاني الذي سأورده لك ) , و لا كذلك سائر الأنبيآء , فإنهم لا يتحملون ظهور حقيقتة المقدسة على التمام , لكون حقآئقهم جزئية بالنسبة إلى سيد الرسل صلى الله عليه و آله الأطهار , و إنما يرشح عليهم ما يطفح منه على حسب درجاتهم في تلك المرتبة , فإن أول العزم منهم يتحملون من ذلك الظهور ما لا يتحمله غيرهم , و لقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي , أي ترك و لم نجد له عزما . للكلام بقية فراجعه في كتاب صحيفة الأبرار للمامقاني المجلد الأول صفحة 258 جدا مفيد و لطيف في معاني نزول الوحي .
الحديث الأول
و في تأويل الأيآت الشريف نقلا عن إمامنا الكاظم صلوات الله و سلامه عليه
فلما اراد ان يخلق محمدا صلى الله عليه و آله قسم ذلك النور شطرين ، فخلق من الشطر الاول محمدا صلى الله عليه و آله و من الشطر الاخر على بن ابى طالب ، و لم يخلق من ذلك النور غيرهما، خلقهما الله بيده و نفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه و صورهما على صورتهما و جعلهما امناء له و شهداء على خلقه و خلفاء على خليقته و عينا له عليهم و لسانا له اليهم ، قد استودع فيهما علمه ، و علمهما البيان ، و استطلعهما على غيبه ، و جعل احدهما نفسه و الاخر روحه ، لا يقوم واحد بغير صاحبه ؛ ظاهرهما بشرية و باطنهما لاهوتية ، ظهرا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقون رويتهما و هو قوله تعالى : (( و للبسنا عليهم ما يلبسون )) . فهما مقاما رب ناس العالمين و حجابا خالق الخلايق اجمعين ، بهما فتح بدء الخلق و بهما يختم الملك و المقادير.
الحديث الثاني
فى (( تأويل الايات )) فى تفسير قوله تعالى : و تقلبك فى الساجدين عن الشيخ ابى جعفر الطوسى (ره ) باسناده عن الشيخ ابى محمد الفضل بن شاذان ، باسناده عن جابر بن يزيد الجعفى ، عن الامام العالم موسى بن جعفر الكاظم عليهما أفضل الصلاة و السلام قال : ان الله تبارك و تعالى خلق نور محمد صلى الله عليه و آله ، و نور محمد صلى الله عليه و آله من نور اخترعه من نور عظمته و جلاله و هو نور لاهوتية الذى تبدى من لاه اى من الاهية ، تبدى منه و تجلى لموسى بن عمران فى طور سيناء، فما استقر و لا طاق موسى لرؤ يته و لا ثبت له حتى خر صاعقا مغشيا عليه ، و كان ذلك النور محمدا صلى الله عليه و آله .
يا علي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكم كثيرا ...هذه المعرفة الحقة التي يريدها اهل البيت عليهم السلام لشيعتهم .
((تجلى لموسى بن عمران فى طور سيناء، فما استقر و لا طاق موسى لرؤ يته و لا ثبت له حتى خر صاعقا مغشيا عليه ، و كان ذلك النور محمدا صلى الله عليه و آله ))
ان شاء الله الظهور المبارك قريب ..اتوقع بانه لو كُتب لنا رؤيته المباركة فسوف تتغير سنخيتنا كي نكون مؤهلين لرؤية هذا النور العظيم الذي لم يتحمله نبي الله موسى عليه السلام وخر مغشيا عليه فما بالك بنا ...؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بيّاكم شرفتموني بمروركم الكريم , أتمنى أن أكون قد أفدتكم بشيئ ذي بال .
نعم فلكلامكم الكريم وجه صحيح , لا سيما و إن تدبّرنا في أحاديث الخلقة الطينية , فعند ذلك يُرى جليّاً بأن منزلة أرواح الأنبياء هي بمنزلة أجساد الأئمة الأطيبين الأطهار من آل محمد صلوات الله و سلامه عليه و على آله الأطهار , و هم من أشياعهم , فإن كان منزلة أرواح الأنبياء لم تبلغ إلا مرتبة جسد الإمام المعصوم عليه السلام أو دونه , و كلهم على مراتبهم , فكيف بنا نحن ؟ لا بد من عناية من قبلهم صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين , فهم أهل اللطف و الكرم .
و نعم الإشارة هذه الإشارة " ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية، ظهروا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما، وهو قوله تعالى * (وللبسنا عليهم ما يلبسون) * سورة الأنعام المباركة 9 "
وفقكم الله لكل خير
و أسألكم خالص الدعآء بحق فاطمة الزهرآء سلام الله عليها
يا علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق