زيارة عاشورآء القدسية


الأحد، 17 فبراير 2013

توضيح معنى الاخبات


مقتبس من مقالة الاخ الأشتر في موضوعه الذي تجدونه على الرابط التالي : يـــا زهـــــــــرآ -\" القلب السليم، منبع المعرفة الشهودية... مقال رائع للشيخ الجوادي الآملي دام عزه \"

وددت ذكره هنا لما يرتبط قوله في توضيح معنى الاخبات , حتى يتوضح لنا معنى ما ورد في حديث الامام الصادق عليه السلام و الذي استفدناه في تبيان معنى الثبات و ثبات القدم : " ... عرف فاخبت فثبت ... "



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 545:

حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له:

ان عندنا رجلا يسمى كليبا فلا نتحدث عنكم شيئا الا قال انا أسلم فسميناه كليب التسليم قال فترحم عليه ثم قال أتدرون ما التسليم فسكتنا فقال عليه السلام:هو والله الاخبات قول الله تعالى:الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم


قال عفيف الدين التلسماني في شرحه على منازل السائرين للهروي الأنصاري: (( باب الإخبات ))

الإخبات من أوائل مقامات الطمأنينة، هو السكون إلى الله تعالى، ومنه الآية قوله تعالى: " وأخبتوا إلى ربهم" أي سكنوا إليه. قوله هو من أوائل مقامات الطمأنينة، يعني المقام الذي يلي مقام الإحسان، وقد يسمى مقام السكينة، وهو عند أول ما يحس القلب بالواردات من قبل الغيب، والطمأنينة والسكون واحدٌ، أو متقاربان.

وهو ورود المسافر من الرجوع والتردد: ورود المسافر يعني به ورود السالك إلى الله تعالى، قوله: من الرجوع والتردد، يعني وروده إلى مشرب الأنس بالوارد والخطاب، فشبهه بالمورد الذي يرد إليه المسافر، فيصادف فيه ماء طيباً عذباً، ولما كان هو أول مقام يتخلص فيه السالك من التردد الذي هو الشك، والرجوع الذي هو الغفلة، قال: ورود المسافر من الرجوع والتردد، أي خلاصة منهما لهذا الورود الشريف، يعني الخلاص من الغيبة إلى مورد المناجاة والخطاب والتنزلات وهو على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: 
أن تستغرق العصمة الشهوة، وتستدرك الإرادة الغفلة، ويستهوي الطلب السلوة.

الدرجة الثانية:
أن لا ينقض إرادته سبب، ولا يوحش قلبه عارض، ولا تقطع عليه الطريق فتنة.

الدرجة الثالثة:
أن يستوي عنده المدح والذم، وتدون لائمته لنفسهن ويعمي عن نقصان الخلق درجته.

قال السيد الحائري حفظه الله في " تزكية النفس ":

قال اللَّه تعالى: إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربّهم اولئك أصحاب الجنّة هم فيها خالدون.

وأيضاً قال عزّ من قائل: ... وبشّر المخبتين* الذين إذا ذكر اللَّه وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون.

قيل : إنّ الإخبات من أوائل مقام الطمأنينة وقيل: هو السكون إلى من أنجذب إليه بقوّة الشوق. وقد فُسِّر الإخبات في مجمع البحرين تارةً بمعنى الطمأنينة وسكون القلب، وأُخرى بمعنى الخشوع والتواضع.

يتبع،،،

من مشاركة جميلة للاخ الفاضل حسن عبدالله العطية في هذا الموضوع :
http://hajrhajr.dyndns.biz/hajrvb/sh...hp?t=403019679


" - نشبت بين الحق والباطل معارك تعد مفاصل مهمة في الصراع بينهما ,, بحيث يعد بقاء أي منهما رهنا للانتصار في تلك المعارك المصيرية !!
- والمميز لتكل المفاصل التاريخية عن غيرها من الصراعات بين الحق والباطل ان تلك المفاصل المهمة تكون في اشد درجات الوضوح والبروز والظهور بحيث لا تكاد تخفى على أحد كونها حربا بين الحق والباطل !!
- فمن تلك المفاصل التاريخية في حياة الإسلام , معركة بدر بين المسلمين والكفار , حينها قال نبينا الكريم : ((اللهم ان تهلك هذه العصابة لا تعبد )) !!
- رغم ان معركة بدر لم يقاتل فيها كل المسلمين بل بقي منهم في المدينة جماعة , ومع ذلك قال النبي الكريم ( إن تهلك هذه العصابة لا تعبد ) لأنها حرب مصيرية لها ما بعدها , بحيث يكون بقاء كل من الحق والباطل معتمدا على انتصاره في هذه المعركة !!
- فلا يستشكل ويقال : لا نسلم انه لو قتلت تلك العصبة في بدر ألا يعبد الله تعالى لوجود مسلمين آخرين غير هذه العصبة !!
- إذا فالرسول الكريم جعل من هلاك عصابة هلاك للدين كله في زمن ما !!
- ومن المفاصل ايضا حرب الاحزاب التي قال فيها رسولنا الكريم : برز الإسلام كله إلى الشرك كله !!
- فلا يستشكل ويقال : لا , علي لم يكن الإسلام كله , وعمرو بن ود لم يكن الشرك كله !!
- وهذا لا يعني أنه لم تقع معارك بين الحق والباطل قبل او بعد بدر ,أو قبل وبعد الخندق , ولم يكن لتلك المعارك اهمية , بل ما يميز بدرا كونها معركة مفصلية في تاريخ الصراع بين هذين الخطين , ونتائجها ستكون مصيرية !!
- هذا تماما ما حصل في ثورة الحسين سلام الله عليه ضد يزيد التي كان يتوقف عليها بقاء كل من خطي الحق والباطل بأجلى صوره !!
- وهذا لا يعني انه ليس هناك معارك قبل وبعد الحسين بين الحق والباطل ولها اهميتها , لكن ما يميز ثورة الحسين كونها مصيرية واضحة كالشمس الساطعة في كونها بين الحق والباطل لهذا جاءت نتائجها مصيرية , تماما كما حدث مثله في معركة بدر !!
- بقاء الإسلام معتمد على التمسك بالثقلين , فمن لا يتمسك بهما فما هو على الإسلام , والثقلان هما – بالإضافة للقرآن الكريم – مجموع الائمة الاثني عشر كلهم , فيصح ان يقال في كل امام أن بقاء الإسلام معتمد عليه بأن يقال – مثلا – الإسلام حسني البقاء أو باقري أو صادقي أو كاظمي ... إلخ !!
- لكن الصراع بين الحق والباطل بأجلى صوره إنما كان على يدي الحسين سلام الله عليه من الائمة السابقين سلام الله عليهم أجمعين , فيصح ان يقال : الإسلام حسيني البقاء !!
- تماما كما قال الصادق سلام الله عليه ( كلنا سفن النجاة، وسفينة جدي الحسين -عليه السلام- أوسع، وفي لجج البحار أسرع)) !! "


ليست هناك تعليقات: